للعام الثاني على التوالي تجتمع الأسرة المصرية في نفس المكان لمشاهدة "دراما وطنية" تحمل العديد من الرسائل الجادة والحقيقية، قدم خلالها مسلسل الأختيار تغطية لفترة من أكثر مراحل مصر صعوبة وتعقيدا. مرحلة كانت تتعرض خلالها الدولة المصرية لحرب من كل الجهات ، حرب ينفذها التكفيريون، و تحركها أصابع أجهزة ودول خارجية وأموال ضخمة، وهى حرب يعرف تفاصيلها كل من عاش هذه الفترة، ولكن سرعان ما وصلت مصر لبر الأمان وأصبحت تنعم بالاستقرار الدائم، وهذا يطرح تساؤل، كيف وصلت مصر الى هذا الاستقرار الذي تنعم به الآن ؟ وما الثمن الذي دفعته مصر؟ لم تصل مصر إلى ما وصلت إليه الآن من استقرار وعودة الأمن والأمان لكل ربوع مصر ، لولا تضحيات الشهداء، التى كانت الجزء الأكبر ليسود الاستقرار والأمن.
جهود عظيمة وتضحيات أعظم قدمها رجال الظل، من ضباط وجنود، وخبراء مفرقعات، وضباط أمن ومكافحة إرهاب، ورجال معلومات، تتبعوا وكشفوا كافة الخلايا الإرهابية.
إن ماقدمه رجال الجيش والشرطة من تضحيات خلال الأحداث الأخيرة لمواجهة جرائم الجماعات الإرهابية المسلحة التى لا تعرف شيئاً عن سماحة الدين الاسلامي ونهيه عن قتل النفس جعلنا نتذكر قوله تعالى" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا " دعونا نتوقف عند بعض المواقف والمشاهد لهؤلاء الرجال ونبدأ من فض اعتصام رابعه وتعهد رجال الداخلية بعدم التعرض لأي شخص وعمل ممرات آمنه لخروج المعتصمين، ولكن تفاجأ الجميع بالرصاص ينهال عليهم ويسقط زملائهم أمام أعينهم، و هذا يذكرنا بالحديث الشريف " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر" فكذب الإخوان عندما قالوا إن الاعتصام سلمي وغير مسلح.
وليس هذا فحسب بل اقتحمت العناصر الإرهابية عدداً من المواقع الشرطية عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين بل أكثر من ذلك حرق دور العبادة، واستهداف رجال الشرطة، من منا لم يغل دمه في عروقه جراء مجزرة كرداسة التي وقعت تزامنًا مع الفض.
من منا لم يغضب لاستشهاد الضابط البطل محمد مبروك بطل المعلومات الذي سخر جهده وعمره للتصدي لطيور الظلام وكشف عن أول رئيس يتخابر ضد الدولة المصرية بمساندة كبار جماعة الإخوان الإرهابية، وقادهم بشهادته جميعا إلى أحكام الإعدام والمؤبد والسجن المشدد، فشتان بين من افتدى الوطن بعمره وحياته وبين من خان واختار المال مقدماً مصلحة جماعته الإرهابية على مصلحة وطنه.
و تضاربت المشاعر بين الغضب والحزن والفخر خلال أحداث الواحات من خلال تشخيص 4 شخصيات بطولية حركت مشاعر ملايين المصريين منهم "العقيد أحمد فايز، والمقدم أحمد جاد جميل، والمقدم محمد وحيد، والنقيب كريم أسامة فرحات ، هؤلاء الشهداء ستبقى ذكراهم خالدة بين الجميع ، في مقابل السجل الأسود للإرهابيين الذين يلاحقهم دائماً العار والخزى.
ومن منا لم ينخلع قلبه عندما شاهد والد الطفلة الذي يدعى الاستاذ محمد وجسد دوره الفنان أحمد حلمي، الطفلة التي استشهدت في إحدى العمليات الارهابية الغاشمة التى لم ينجو منها حتى الاطفال، من منا تمالك دموعه تجاه مشاعر الأبوة ودورها في حياة كل فتاة، فأي أذى يتعرض له الأبناء يشعر الأب بتقصيره في توفير الأمن لهم، ولكن كانت أجهزة الدولة هي الأب لكل مواطن مصري حتى تحقق الأمن في كل ربوع مصر، واستطعنا القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.
لقد استطاعت الدولة المصرية أن تُعيد للمواطن المصري ثقته بنفسه وقوة وصلابة وطنه، ومن خلال مؤتمرات عديدة ومكثفة وشفافية إعلامية وبيانات واضحة وصريحة استطاعت مصر فك الألغام الفكرية التي زرعتها الجماعات الإرهابية وجماعات الاسلام السياسي وغسلت بها عقول كثير من الشباب من أجل مصلحتها الخاصة مستغلة في ذلك جهل البعض وطمع البعض الآخر، حفظ الله مصر بقائدها وشعبها ورجالها الوطنيين الأوفياء ، ويبقى دور الفن المصرى الحقيقى منارة نتباهى به بين الشعوب وتبقى تحيا مصر شعار يُسعد كل مصرى وطنى ويزعج كل من خان وباع.
محمد مهنى عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة