القرآن الكريم، معجزة الله الكلامية، جاء حاملا للكثير من الصور البلاغية العظيمة والتعبيرات الجمالية الجديرة بالتوقف، فجاء كـ آية للناس بجلال كلماته وجمال مفرداته وعظمة بلاغته، رسالة الهدى على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، هدى للناس وبيانات من الهدى والفرقان، وقادر على جذب أسماعهم وأبصارهم، وأسر قلوبهم.
والقرآن حافل بالعديد من الآيات نزلت بلغة جميلة قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى، بالإضافة لزيادة فى المعنى، ومفردات كثيرة زينها الحسن والإبداع والإتقان، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15)
جميع معجزات الله ودلائل عظمته كانت نور على العباد، الأنبياء نور، الكتب السماوية نور، هدايته للمتقين نور، ورحمته للصالحين نور، الله نور السماوات والأرض وكل شأن له فى خلقه نور جاء من عنده.
واستنادا على تفسير الطبرى: القول فى تأويل قوله عز ذكره : قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)، قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب: "قد جاءكم"، يا أهل التوراة والإنجيل= "من الله نور"، يعنى بالنور، محمدًا صلى الله عليه وسلم الذى أنار الله به الحقَّ، وأظهر به الإسلام، ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به يبيِّن الحق. ومن إنارته الحق، تبيينُه لليهود كثيرًا مما كانوا يخفون من الكتاب.
وفى تفسير القرطبى: قد جاءكم من الله نور أى: ضياء; قيل: الإسلام، وقيل: محمد عليه السلام; عن الزجاج. وكتاب مبين أى القرآن; فإنه يبين الأحكام، وقد تقدم، وهو ورد أيضا فى تفسير البغوى: (قد جاءكم من الله نور) يعنى: محمدا صلى الله عليه وسلم، وقيل: الإسلام، (وكتاب مبين) أى: بين، وقيل: مبين وهو القرآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة