فاتن حمامة ونجيب محفوظ.. لماذا لم تجسد سيدة الشاشة أى من روايات صاحب نوبل؟

الخميس، 27 مايو 2021 11:00 ص
فاتن حمامة ونجيب محفوظ.. لماذا لم تجسد سيدة الشاشة أى من روايات صاحب نوبل؟ فاتن حمامة ونجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ90 على ميلاد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ولدت فى 27 مايو عام 1931، ويعدها الكثيرون علامة بارزة فى السينما العربية حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير فى صياغة صورة جديرة بالاحترام لدورالسيدات بصورة عامة فى السينما العربية من خلال تمثيلها منذ عام 1940.
 
ورغم أن سيدة الشاشة العربية جسدت أدوارا فنية، اقتبست من روايات عربية وعالمية إلا أنها لم تقترب من أدب نجيب محفوظ، وترى الكاتبة زينب عبد الرازق، فى كتاب "فاتن حمامة" أن الأمر يمثل خسارة كبيرة لفاتن حمامة لأنها لم تلعب دورا كتبه "محفوظ"، وخسارة للأخير أيضا، إنه لم يجد هذه الآلة العبقرية التى تعبر عن شخصياته.
 
وبينما كان الأديب الوحيد الذى لم تتعاون معه هو الروائى العالمى "نجيب محفوظ" مع أنه كتب لها السيناريو الخاص بفيلمى "الطريق المسدود" عن قصة لـ"إحسان عبدالقدوس"، وحوار "السيد بدير"، و"لك يوم يا ظالم" قصة "إميل زولا"، وحوار "السيد بدير" أيضا، كما أعد "نجيب" لها سينمائيا فيلم "إمبراطورية ميم" قصة وحوار "إحسان عبدالقدوس".
 
ومن المعلومات غير المُتداولة أن "فاتن حمامة"، بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم "الخيط الرفيع"، قصة وحوار "إحسان عبد القدوس"، وسيناريو "يوسف فرنسيس"، والذى يعتبر فيلم العودة للسينما المصرية بعد فترة انقطاع دام 5 سنوات، وقع اختيارها عام 1972 على قصة "الشريدة" لـ"نجيب محفوظ" لتقوم ببطولتها على أن يقوم بإخراجها "هنرى بركات".
 
وقالت فى حوار لها مع مجلة "الشبكة" اللبنانية إن القصة أعجبتها واتصلت بالأديب "نجيب محفوظ" لأخذ موافقته على تحويلها لفيلم فوافق مرحبا، خاصة أنها ستكون أول لقاء بينهما بعد تقديمهما لثلاثة أفلام كتب لها السيناريو.
 
وقالت "فاتن حمامة" فى المقابلة حينها إن "القصة لها مغزى جميل وهو أن السعادة كثيرا ما تتحول إلى لعبة فى أيدينا نحطمها ثم نبكى عليها، كما يفعل الأطفال بالضبط، ولقد طلبت تغيير اسم القصة حتى لا تختلط على الأذهان بفيلم قديم اسمه المتشرد".
 
وفى هذه الفترة انشغلت "فاتن" بحياتها الخاصة، بعد انفصالها  عن النجم "عمر الشريف"، كما انشغلت بمشروعها التليفزيونى مع مجموعة من المخرجين مثل "سعيد مرزوق" الذى قدمت معه الفيلم التليفزيونى "أغنية الموت"، والمخرج "بركات" الذى قدمت له "ساحرة".
 
وعندما تذكرت "فاتن" قصة "الشريدة" كان عمرها قد كبرعن تجسيد الشخصية كما ذكرت هى فى حوار لها فى "الأهرام".
ولم تكن هذه المرة الأولى التى تعجب فيها بقصة للأديب العالمي، ولا تتمكن من تمثيلها، ففى عام 1960 وقع اختيار المخرج "صلاح أبوسيف" على قصة "نجيب محفوظ"، "بداية ونهاية" لتقديمها للسينما، ورأى أن "فاتن حمامة" الأنسب لدور "نفيسة"، الفتاة الفقيرة التى تفتقر للجمال، والتى تقع فى حب ابن البقال فيستغل حبها ويسلبها شرفها، وبرغم إعجابها الشديد بالقصة والدور، لكنها خشيت من أن تصدم جمهورها بتجسيدها دور فتاة منحرفة تنتحر فى النهاية، فاعتذرت لـ"أبو سيف" الذى لم يحاول الضغظ عليها ومحاولة إقناعها، واختار بدلا منها "سناء جميل".
 
وبعد الانتهاء من التصوير، وفى حفلة العرض الخاص، دعا "صلاح أبوسيف" مجموعة من الفنانين لمشاهدة الفيلم قبل تقديمه للجمهور، ومنهم "فاتن حمامه"، وشاءت الأقدار أن تأتى جلستها خلف "أبوسيف" مباشرة، وبدأ عرض الفيلم.
وبحسب الصحف المصرية، فقد تأثرت الممثلة المصرية بالبطلة، ومع كل مشهد من المشاهد كانت تشعر بأنها أخطأت بعدم قبول الدور، ولم تستطع أن تصبر حتى نهاية العرض لتبلغ المخرج، بل ربتت على ظهره وهمست له: "أنا آسفة لأنى لم أؤد دور نفيسة".
 
وعن عدم تقديمها عملا لـ"نجيب محفوظ" قالت للكاتبة الصحفية "زينب عبدالرازق" فى حوار بينهما: "أشعر بسوء الحظ الشديد لعدم تقديمى رواية لنجيب محفوظ، لكن للأسف المصادفة فقط كانت وراء ذلك".
 
وتابعت: "نساء نجيب محفوظ فى رواياته نمط مختلف عنى خصوصا فى المرحلة الواقعية التى انتهت بالثلاثية العبقرية: بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية"، مضيفة: "من سوء حظى عندما كنت صغيرة فإن معظم رواياته قدمت للسينما، وبطلاته كن أكبر منى سنا، وأيضا كان معظمهن من بنات الهوى وهذا لم يكن يناسبنى لا شكلا ولا حتى فى تكوينى الجسدي".
 
ومن جهته قال عنها "الأديب العالمي": "فاتن حمامة ممتازة، وأدوارها ممتازة وهى تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وهذا ليس من فراغ، ولقد أعجبت بتجسيدها دور آمنة فى رائعة دعاء الكروان، كما قدمت أفلاما أخرى رائعة، واستطاعت أن تحافظ على موهبتها التى منحها الله لها، وأن تنميها، وهذا لأن لديها ثقافة عميقة وإرادة قوية".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة