شهر رمضان فى حياة وروايات أديب نوبل نجيب محفوظ

السبت، 17 أبريل 2021 06:00 م
شهر رمضان فى حياة وروايات أديب نوبل نجيب محفوظ نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتل شهر رمضان بعاداته وتقاليده وروحانياته مكانة كبيرة فى وجدان الأديب نجيب محفوظ، حيث ارتبط بالشهر الفضيل وبالطقوس المصرية المشهورة فى هذا الشهر، كذلك فى رواياته حاول صاحب نوبل فى الآداب لعام 1988، أن يصف حياة المصريين وكيفية استقبالهم وحياتهم فيه.
 
وتناول محفوظ شهر رمضان فى أكثر من عمل، مثل «الثلاثية» التى تحدث فيها عن عادات بعض أبناء الطبقة الأرستقراطية فى هذا العصر من الاحتفال الظاهرى بشهر رمضان دون الالتزام بتقاليده ولا عباداته، أما فى «المرايا» فقد تحدث محفوظ عن عادات الأطفال فى اللعب واللهو فى رمضان، وتبقى رواية «خان الخليلى» العلامة الكبرى فى أدب نجيب محفوظ التى تصلح بالفعل أن تكون مرجعا للحياة الاجتماعية الشعبية فى رمضان، حيث حرص على نقل أدق تفاصيل حياة الأسرة المصرية.
 
لأديبنا العالمى علاقة خاصة برمضان منذ صغره، كان شهره المفضل لأن أسرته تتركه ينزل إلى الشارع يلهو ويمرح مع أصدقائه، ينطلقوا إلى كل مكان فى منطقة الجمالية حاملين الفوانيس ذات الألوان الزاهية مرددين أغانى رمضان، ثم تنتهى جولتهم فى أحد المنازل التى تحتضن بين جدرانها المنشدين لتبدأ حلقات الذكر والمديح فى النبي- عليه أفضل الصلاة والسلام- هناك كان أديب نوبل يقف مشدوها نحو المنشدين، منتشيا بأصواتهم، والدفء الذى يعم المكان.
 
وحسبما صرح الراحل فى فى حوار إذاعي، فأنه فى شبابه انتقلت أسرته إلى شارع رضوان شكرى بحى العباسية، منطقة جديدة غنية بالمساحات الخضراء حينذاك، لكنه لم يفقد علاقته بمعشوقته "الجمالية"، كان يزورها باستمرار فى شهر رمضان مع والدته لزيارة "الحسين" وأولياء الله الصالحين، ومع أصدقائه الجدد، يقطعون المسافة من العباسية إلى هناك مشيا على الأقدام، وحينما يتذمر أحدهم يقنعه محفوظ قائلًا : "رمضان له مذاق خاص فى الحسين".
 
يعرف عن نجيب محفوظ الجلوس على المقاهى جزء من روتينه اليومي، ويشهد على ذلك بصماته التى تركها من روحه فى "الفيشاوى" أو "قشتمر"، أو "عرابي"، وغيرها.. وقد بدأت علاقته بها فى شهر رمضان، حينما نصحه صديقه "سيد الشماع" فى إحدى جولاتهم بالجمالية بعد الإفطار، بأن يجلسا على إحدى المقاهى ليستريحا قليلا، قبل أن يعلمه تدخين الشيشة، لتصبح المقاهى والشيشة مرتبطة فى ذهنه برمضان.
 
لم يكتب نجيب محفوظ أى رواية له فى شهر رمضان، فكان يستغل تلك الأيام فى الاستمتاع بروحانية الشهر، والانغماس فى القراءات المختلفة الدينية والسير والتراجم عن الدولة الإسلامية، وعن الفلسفة والشعر الصوفى خاصة فى التوقيت ما بين العصر والمغرب، وكان يقول "قراءة الشعر الصوفى فى حالة الصيام تجربة فريدة".









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة