طبيب الغلابة وعلاج الفقراء.. "الفول النابت" وجبة أسياسية فى ليالى رمضان بالأقصر.. بائع : رخيص الثمن وشفاء لنزلات البرد والمغص وأمراض المعدة.. سيد حسين: الوجبة الأهم بعد صلاة التراويح.. صور

"الفول النابت" .. من الأكلات التى تميز شهر رمضان والليالي الساهرة بعد التراويح وحتى قبل الفجر بدقائق، وتعتبر "طبيب صحى" قوى المفعول، والتى تنتشر بصورة كبيرة فى مدينة إسنا أكبر مراكز محافظة الأقصر، والتى لا تزال رغم مرور السنوات تحتفظ بموروثاتها وعاداتها وتقاليدها المختلفة حتى يومنا هذا.

وفى شوارع مدينة إسنا، يحتفظ الجميع من الكبار والأطفال بعادة التهافت على "طبق الفول النابت" بعد صلاة التراويح أمام المساجد الكبرى، والذي يتم إعداده بالفول النابت والشوربة الخاصة به، مع إضافة الخبز المحمص "القرقوش" ليلين داخل الطبق وسط سعادة كبيرة من الأطفال والكبار، حيث يتراوح سعر الطبق ما بين 2 جنيه وحتى 5 جنيهات، فينتشر بمختلف أنحاء مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر بائعى الفول النابت الذين يتوافد عليهم المواطنون طوال الليل خلال شهر رمضان المبارك.

وفى مدخل شارع السوق بمدينة إسنا يفترش سيد حسين، موقعه الشهير ليقدم وجبة الفول النابت، الذي ورغم مرور مئات السنين مازالت أهميته ومكانته لدى أهل إسنا مستمرة وبقوة حتى الآن، حيث إنه لا يصاب فرد فى أى منزل بالمحافظة بنزلات البرد إلا وجلبت أسرته "شوربة الفول النابت" بالليمون، حيث يقول البائع الأشهر بالمدينة، إن "الفول النابت" هو نوع من أنواع الفول الرخيص الثمن مقارنة بباقى الأكلات، وله أهمية كبيرة فى كل بيت بالأقصر لكونه يساعد فى الشفاء من البرد ونزلاته المتكررة ومكافحة الإصابة بكورونا، وكذلك يفيد فى علاج أية وعكات صحية بالمعدة والأمعاء لكونه خفيفا للغاية على المعدة.

ويضيف الحاج سيد حسين، الذي يبيع الفول النابت منذ أكثر من 15 سنة لـ"اليوم السابع،" أن أكلة "الفول النابت" تعتبر الأهم بجانب العدس والقرقوش فى كافة الإحتفالات الدينية والموالد التى يقيمها أبناء المحافظة لكل شيخ وولى من أولياء الله الصالحين بالمحافظة، فيتوافد جميع الحضور والمحبين على تناول بركة "الفول النابت" خلال المولد، مؤكدا أنه فى كل مولد تجهز أسرة أكلة الفول النابت وتقديمه لكافة محبى ومريدى الشيخ على نفقتهم، وذلك كما يحدث بمولد السيدة زينب وسيدنا الحسين الشهيرة بالعاصمة، والأصل فى تناوله أنه رخيص الثمن ويساعد فى زهد البطن فى الدنيا بتناول ما قل من الطعام.

أما عبد الله حسين، أحد بائعى "شوربة الفول النابت" بالأقصر، يؤكد أن تلك الأكلة شهيرة للغاية وعليها طلب طوال العام ولكنه يزيد بصورة كبيرة فى الشتاء، حيث يتم تقديمها للمرضى لكى تساعدهم فى إلتئام الجروح والآلام والمغص وغيره فى معدتهم، بخلاف نزلات البرد التى يساعد بصورة كبيرة فى القضاء عليها.

وعن صناعة الفول النابت وتجهيزه للأهالى يقول عبد الله حسين، يتم جلب كمية من الفول ويتم وضعها فى إناء كبير يغمرها المياه عقب تنظيفها، وتترك لمدة 6 ساعات فى المياه حتى تنبت بما فيه الكفاية، ثم يتم تصفيه الفول وتنشيفه تماماً ويترك فى الهواء لمدة لا تزيد عن 5 ساعات ويضاف إليه الثوم والملح والكمون والبهارات المختلفة، حتى يخرج بصورته التى يأكلها الأطفال والكبار وبجانبه العيش المحمص "القرقوش الصعيدى".

ويضيف عبد الله حسين، أنه قبل قدوم شهر رمضان المبارك يتم جلب كمية كبيرة من الفول ويتم وضعها فى إناء كبير ويوضع فى الماء عقب تنظيفها من الشوائب، وتترك لمدة 8 ساعات فى المياه حتى تنبت تمامًا ، ثم يتم تصفية الفول وتنشيفه تماماً ويترك فى الهواء لمدة لا تزيد عن 6 ساعات ثم يضاف إليه الثوم والملح والكمون والبهارات المختلفة، حتى يخرج بصورته التى يجدها المصلين بعد صلاة العشاء والتراويح وبجانبه العيش المحمص "القرقوش الصعيدى".

وكان مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية،أعلن أن الكثير من مناطق الأقصر وقراها، لا تزال تحتفظ حتى الان، بكثير من العادات والتقاليد التي ورثوها عن أجدادهم ويمارسون طقوسها كنوع من الحفاظ على البركة وتأكيدا على وحدة المجتمع، موضحاً أن "الفول النابت" أحد أنواع الفول وتظهر بكثافة فى مدينة اسنا ويقبل عليها المصلين والباعة فى السوق لمواجهة نزلات البرد وأصبح فى هذه الفترة من أهم الأطباق للحماية من فيروس كورونا، موضحاً أن "الفول النابت" ورغم مرور مئات السنين مازالت أهميته ومكانته لدى المصريين مستمرة وبقوة حتى الآن .