واصل مئات المحبين والمريدين وأتباع الطرق الصوفية توافدهم على مقام الإمام "جلال الدين السيوطي" بمسجده بمنطقة القيسارية التابعة لحى غرب مدينة أسيوط، للاحتفال بمولده والتى تختتم نهاية الخميس القادم وسط احتفالات وابتهالات وإنشاد دينى.
"اليوم السابع" توجه منطقة القيسارية فما أن تطأ قدماك ساحة ومقام جلال الدين السيوطى، حتى تشعر بالطمأنينة والسكنية وترى جموع غفيرة من المحبين والمريدين يقرؤون الفاتحة ويطلقون الدعوات فأصوات المصلين والذكرين تملأ المكان.
فعلى ناصية مدخل مقام الإمام جلال الدين السيوطى، يحرص الزائرين على إيقاد الشموع والبخور، لطلب العون والتبرك وإطلاق أمانيهم ودعوة الله بتحقيقها؛ كما يطوف الشباب والأطفال فى ساحات مسجد السيوطى، لسقى الزائرين بـ"ماء المورد" البارد لتخفيف حرارة الجو على الأهالى.
- محمود التهامى ينشد فى الليلة الختامية
يقول أحمد حسن أحمد ابراهيم، وكيل مشيخة الطرق الصوفية بمنطقة القيسارية بأسيوط، لـ"اليوم السابع" إنه يتم تنظيم الاحتفال ابتداء من شهر سبتمبر ولمدة 15 يوميا حيث نقوم باستخراج التصاريح اللازمة من الأجهزة التنفيذية والأمنية بعدها يتم عمل سرادق بساحة سيدى جلال الدين السيوطى، لاستقبال جميع المريدين والمحبين للإمام من مختلف المحافظات، حيث نعمل على خدمتهم، كما يتم إقامة حلقات الإنشاد الدينى والتواشيح.
كما يتم توزيع الوجبات الغذائية للزائرين ومحبى الأمام جلال الدين السيوطى، ساحات الاحتفال بميادين "البدرى والمجاهدين والمجذوب"، حيث يحيى الليلة الختامية المنشد الدينى محمود ياسين التهامى".
وأضاف حسين حسن السمكرى، إنه يحرص على خدمة زوار مقام الأمام جلال الدين السيوطى، بمنطقة القيسارية، حيث يتم تنسيق مواعيد الاحتفال مع المنشدين وأبناء الطرق الصوفية ونرحب بهم ونجهز لهم الأماكن والساحات، كما اعتاد على ما يفعله الآباء والأجداد فى استقبال الضيوف والعمل على راحتهم.
- مجاذيب على عتبة الإمام السيوطى
وأوضح أشرف جلال، أحد المحبين للأمام جلال السيوطى، إنه يحرص على التواجد معظم الوقت بداخل مسجد جلال الدين السيوطى، وقرأت آيات من القرآن الكريم، والأذكار والأناشيد الدينية فى حب السيوطى، كما أقوم على خدمة الزائرين خاصة كبار السن وتوفير كراسى للجلوس عليها والصلاة بداخل المسجد؛ مضيفا إلى أنه يحب آل البيت ويداوم على زيارتهم فى المساجد والموالد التى تقام بمختلف محافظات الجمهورية، حيث يشعر براحة البال والطمأنينة وأجواء روحانية تمتلئ المكان.
ويتحدث الشيخ حسن محمد، إنه محب لآل البيت وسيدى جلال الدين السيوطى، والمولد هو تعارف بين المحبين والمريدين للسيوطى من خلال حلقات الذكر التى تعقد على مدار اليوم، وأيضا حلقات الإنشاد الدينى والتى تقام فى الساحات المحيطة بمسجد جلال السيوطى.
ويضيف محمود توفيق، إنه يشارك دائماً فى احتفالات مولد سيدى جلال السيوطى، حيث يأتى على المقام المحلق بالمسجد ويجلس بداخله ويتلوا بعض الآيات القرآنية، والأناشيد مضيفا إنه يقوم بالترحال بين المحافظات وزيارة مواليد أولياء الله الصالحين وآل البيت خاصة مولد السيدة زينب والسيدة نفيسة والحسين، والسيد البدوى، وغيرهم من آل البيت.
كما تقف الحاجة أم سيد، أمام مقام الإمام السيوطى، وتقرأ الفاتحة وتدعوا الله بأن يفرج كربها وينعم عليها بالصحة والشفاء.
ويقول على مصطفى، أحد الباعة الجائلين فى ساحة مسجد جلال الدين السيوطى، إنه يقوم ببيع لوحات وصور عليها آيات قرآنية والبخور والعطور ببضع الجنيهات؛ كما أن الأهالى يحرصون على التواجد وزيارة مقام السيوطى، حبا لأولياء الله الصالحين وآل البيت، حيث أسيوط يوج دبها مقام سيدى السلطان أحمد الفرغل، وجلال الدين السيوطى.
- تقديم الفول النابت لزوار الإمام السيوطى
وفى أزقة منطقة القيسارية المحيطة لمسجد الإمام جلال الدين السيوطى، يقوم الحاج على، كما يناديه زوار مقام الإمام، تقديم المأكولات "الفول النابت" والمياه مجانًا، للزائرين والمحبين للإمام السيوطى، مؤكدا أن الجميع هنا يحرصون على خدمة الزائرين حبا للإمام السيوطى وأخذ ثواب الخدمة.
- الإمام السيوطى فى سطور
وقال الشيخ على عبد المعطى، أمام وخطيب ومدرس بمسجد السيوطى، إنه فى كل عام يحتفل المحبين والمريدين بمولد سيدى جلال الدين السيوطى، وتجتمع الأطياف فى هذه الساحة الإيمانية وتعقد حلقات العلم والذكر، حيث تحرص مديرية أوقاف أسيوط، على تنظيم الندوات الدينية والعلمية وحلقات الذكر والقرآن؛ احتفاءً بذكرى مولد السيوطى.
وأضاف الشيخ على عبد المعطى، أن العارف بالله الشيخ جلال الدين السيوطى، ولد فى غرة شهر رجب من سنة 849 هـ، المـوافق سبتمبر من عام 1445م، بالقاهرة، واتجه السيوطى إلى حفظ القرآن وأتم حفظه وهو دون الثامنة، حيث كان أبوه أحد العلماء الصالحين أصحاب المكانة العلمية الرفيعة جعلت بعض أبناء العلماء والوجهاء يتلقون العلم على يده.
كما تميز بقدرته على حفظ الكتب فى سن مبكر من العمر، ومنها كتب "منهاج الفقه والأصول، وألفية ابن مالك والعمدة، فاتسعت مداركه وزادت معارفه حتى المئات من الكتب بلغت 600 مصنف فى الفقه والحديث والتفسير والبلاغة والنحو والأدب والتاريخ"؛ ومن أشهر مؤلفاته: "فضائل مكة والمدينة ومختصر الأحياء، الإتقان فى علم القرآن، وشرح الصدور بشرح حال الموتى، وبشرى الكنيب بلقاء الحبيب، وتنوير الحوالك فى شرح موطا الإمام مالك، وكتاب مفتاح الجنة".
كما يتميز بناء جلال الدين السيوطى بالتناسق بين ضخامة البناء وجلال الهندسة وتنوع الزخارف ويتكون منقبة معقودة تحملها ثمانية أعمدة رخامية مكتوب بدوائرها آيات قرآنية، وداخلة مقام الشيخ الجليل؛ وبنى المسجد فى 766 هجرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة