نلقى الضوء على كتاب إشكالية الدين والتدين" والصادر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، لعدد من المؤلفين، والذى يناقش فكرة لماذا نتجاهل الواقع ونظل ثابتين عند لحظة ما، فنوحد بين الدين والتدين، مما يترتب عليه ابتعادنا عن الواقع المعيشى.
ويقول الكتاب، ترجع العلاقة بين الدين والتدين فى أصولها النظرية إلى الثنائيات الكلاسيكية: الثابت والمتغير، الفكر والممارسة، المثال والواقع، الجاهز والمعيش، النهائى واللانهائى، ويفترض الانطلاق من هذه العلاقة أنها معطى بديهى يعيه العقل الإنسانى فى تعاطيه مع الدين من حيث التمثل والممارسة والتجربة، كما يتعاطى مع باقى نشاطاته الوجودية الأخرى.
إشكالية الدين والتدين
غير أن الواقع التاريخى والمعاصر، بشكل عام، يؤكد أن المؤمن، فرداً وجماعة وخطاباً، يعيش حالة إنكار ويطابق دوماً بين الدين والتدين، ولم يشذ عن ذلك دين من الأديان أو فرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب.
لقد ألِف العقل الدينى هذه المطابقة الضامنة وحدها لمصداقية اعتقاده واطمئنانه الوجودى وحظوته الاجتماعية، ومرد ذلك، بالنسبة إلى المؤمن، أن الحقيقة واحدة ووحيدة، لا تقبل أن تتوزع على طرفين أو تكون فى موضعين.
وليس وارداً إدراك ضرورة الاعتراف بمبدأ التدين تبعاً لتغير المكان والزمان والأحوال، بحسبان أن الإدراك فى حد ذاته سبيل يفضى إلى زمنية الفعل الإنسانى الدينى، ومن ثمة إرساء مقدمات الاختلاف والتعايش المشترك.
هكذا انتهى العقل الدينى إلى اعتبار الدين، فقط، فى تماهٍ مستقر ومستمر، دون أن يطلق اسماً محدداً على ممارسة الدين، إلا أن غياب المبدأ على صعيد الوعى لا يعنى غيابه على صعيد الممارسة، فجدل الدين والتدين يُعدّ معطى واقعياً وتاريخياً واجتماعياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة