قال الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن المجتمع في عهد النبى لم يكن مجتمع بدائى أو مجرد "ناس بركة صالحين أمنوا بالله وأقاموا أصناف من التعبد"، ولكنهم تربوا على يد الجناب النبوى الذى جاء بـ"اقرأ" وملأ الدنيا علما، فلم يكن فقط علم شعرى، حيث أنه لن يقوم العلم الشرعى وينتظم في وسط مدنى منهار أو متخلف فلا بد من عمارة الدنيا وإنشاء المؤسسات ولا بد من الكتابة والإحصاء والطب والصناعة والقائد والسياسى والطبيب والبواب.
وأضاف خلال برنامج "رجال حول الرسول"، على فضائية "dmc"، مع الإعلامى أحمد الدرينى، أنه يستقرئ سير الصحابة الكرام لا بغرض ذكر القصص أو أخبارهم في التعبد ولكن الغرض هو البحث عن نواحى العمران والمؤسسان والوظائف والحرف وكيف مارسوها بين يدى الجناب النبوى الشريف وحصلوا منه على القيم.
وأوضح أن هناك من الصحابة قاموا بوظيفة "موثق الشهر العقارى"، ومنهم زيد بن أرقم والمغيرة بن شبعة العلاء بن عقبة والحسين بن نمير، مشيرا إلى أنه اشتُهر عدد من الصحابة بأنهم كُتّاب النبى، حيث كتاب الوحى الشريف مثل سيدنا زيد بن ثابت أو كتّاب رسائله إلى الملوك، وهذه المعلومة الشائعة، ولكن هناك مؤسسة الموثقين والقائمين بكتابة ما يريد عليه الصلاة والسلام يكتبون في أغراض متعددة.
وذكر أن سيدنا الزبير بن العوام وجهم بن الصلت كانوا من الكّتاب المختصين بكتابة أموال الصدقات، وهو موثق مالى، "مثل وظيفة الجهاز المركزى للمحاسبات"، أما سيدنا حذيفة بن اليمان كان كاتب خرص النخل، أي موظف من جهة قضائية لتساعد المزارعين على إحصاء وضبط المحاصيل، أما المغيرة بن شعبة والحسين بن نمير كانا يكتبان المداينات والمعاملات.
ولفت الدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إلى أن الحسين بن نمير، أحد الصحابة ممن قاموا بمهنة "موثق الشهر العقارى"، وكذلك سيدنا المغيرة بن شعبة والعلاء بن عقبة وزيد بن أرقم، لافتا إلى أن العلاء بن عقبة والحسين بن نمير اشتهروا في الصحابة بأنهم كاتبوا المداينات والمعاملات، أي أحد يجرى معاملة من بيع وشراء ودين، يقوم هؤلاء بكتابته، حتى إذا حدث اختلاف تكون لديهم الوثائق، وهو حاليا يسمى "موثق الشهر العقارى".
وأضاف أن وظيفة "موثق الشهر العقارى"، تم نقلها للتابعين لأنها مرتبطة بالأمانة والخُلق، ولها بعد دينى، لافتا إلى أنه يتم استفتاء "موثق الشهر العقارى" في عهد الصحابة ويفصل محك النزاع.
وأشار إلى أن "موثق الشهر العقارى" وظيفة إنسانية ولا تستقر المجتمعات ولا تلُحفظ الحقوق إلا بها، مشددا على أن علم المواريث كان يجبر على دراسة علوم الحساب، وهو ما كان يساعدهم في كتابة المواثيق.
وأكد أن أي علم يتم دراسته تُبنى فيه بعض المسائل على أصول في علوم أخرى، يتم دراسة العلوم الأخرى، حيث أن الفقيه لا بد له منك إلمام بالطب والحساب ومعرفة أمور الناس الجارية بينهم ومن غير ذلك لا يمكن أن يكون فقيه أو يُفتى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة