تقول كتب التراث أنه وقعت فى عهد النبى عليه الصلاة والسلام العديد من المعجزات المادية التى أيده الله بها، وهى معجزات متعددة ومتنوعة، نتعرف على بعضها:
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "باب تكثيره عليه السلام الأطعمة"
تكثيره اللبن فى مواطن أيضا:
قال الإمام أحمد: ثنا روح، ثنا عمر بن ذر عن مجاهد أن أبا هريرة كان يقول: والله إن كنت لأعتمد بكبدى على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطنى من الجوع، ولقد قعدت يوما على طريقهم الذى يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله - عز وجل - وما سألته إلا ليستتبعنى فلم يفعل، فمر عمر رضى الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليستتبعنى فلم يفعل، فمر أبو القاسم ﷺ فعرف ما فى وجهي، وما فى نفسى فقال أبا هريرة: قلت له: لبيك يا رسول الله.
فقال: "إلحق" واستأذنت فأذن لى، فوجدت لبنا فى قدح قال: "من أين لكم هذا اللبن؟"
فقالوا: أهداه لنا فلان، أو آل فلان.
قال: "أبا هر".
قلت: لبيك يا رسول الله.
قال: "انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لى".
قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لم يأووا إلى أهل ولا مال، إذا جاءت رسول الله ﷺ هدية، أصاب منها وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها.
قال: وأحزننى ذلك، وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومى وليلتي.
وقلت: ما يبقى لى من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد، فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم، فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال: "أبا هر خذ فأعطهم".
فأخذت القدح فجعلت أعطيهم، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد القدح، حتى أتيت على آخرهم، ودفعت إلى رسول الله ﷺ فأخذ القدح فوضعه فى يده، وبقى فيه فضلة، ثم رفع رأسه ونظر إلى وتبسم وقال: "أبا هر".
فقلت: لبيك رسول الله.
قال: " بقيت أنا وأنت ".
فقلت: صدقت يا رسول الله.
قال: " فاقعد فاشرب ".
قال: فقعدت فشربت.
ثم قال لي: "إشرب" فشربت.
فما زال يقول لي: "إشرب" فأشرب، حتى قلت: لا والذى بعثك بالحق ما أجد له فى مسلكا.
قال: "ناولنى القدح" فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة.
ورواه البخارى عن أبى نعيم، وعن محمد بن مقاتل، عن عبد الله بن المبارك، وأخرجه الترمذى عن عباد بن يونس بن بكير، ثلاثتهم عن عمر بن ذر.
وقال الترمذي: صحيح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة