فى منطقة الشيخ حسين، جنوب محافظة قنا، تجد سيدة أنهكتها المتاعب والديون وإعالتها لأبناء من ذوى الهمم والإعاقة الذهنية على مدار سنوات طوال امتدت لأكثر من 20 عاما، لتصارع حوائط المنزل بعد بيع الأثاث وكل ما له ثمن من أجل سداد الديون التى ما زالت تتراكم عليها لتقف عاجزة تواجه بمفردها شبح الدين وشبح السجن، والمطالبة التى لا تتوقف من الجمعيات الخاصة بالتمويل.
ستقع عيناك عند الدخول على بعض من الخبز المرصوص على سرير من الجريد وبجواره بطانية متهالكة تحميهم من برد الشتاء وابن وابنة من ذوى الهمم أصحاب الإعاقة الذهنية ينتظران أن يأتى من يحن ويعطف عليهما أو فرج من السماء يقضى دين والدتهما.
"معنديش تلاجة احط فيها حقن السكر والديون تراكمت علينا"، بهذه الكلمات بدأت نجوى محمد، الحديث عن ديونها التى تراكمت عليها وتعثر زوجها الذى يتقاضى مرتبا ضئيلا نظير العمل فى أحد معارض السيارات لا يستطيع سداد مصروفات المنزل أو الديون أو علاج الأبناء والزوجة التى تعانى من أمراض مزمنة، وعن معاناتها بعد بيع ثلاجتها والبحث عن مكان لحفظ حقن السكر.
وقالت نجوى محمد إن أسرتها كانت تعيش حياة طبيعية مستورة وتعالج طفلين من ذوى الهمم حتى جاء موعد زفاف ابنتهم الكبرى التى كانت تحتاج إلى جهاز للعرس، ومن هنا اقترضت نجوى مبلغا من إحدى الجمعيات لابنتها ولكنها لم تستطع سداده حتى بدأت فى الاقتراض من أماكن أخرى وتعجز عن السداد لتتراكم عليها الديون وتبدأ فى بيع الأثاث المنزلى الذى يتواجد فى شقتها وتتحول من شقة إلى أخرى بسبب التعثر فى سداد الإيجار الشهرى وفواتير المياه والكهرباء والمجارى.
وأوضحت نجوي أنه بعد تعذرت السداد قامت بالاقتراض وشراء توك توك لابنها الأكبر للإنفاق على الأسرة والمساهمة فى سداد الديون ولكن تعرض الابن لعملية سطو على الطريق الصحراوى، وسرق اللصوص منه التوك توك الذى كان مصدر رزق لهم، بالإضافة إلى أن التضامن تمنح الابن والابنة أصحاب الإعاقة معاشا شهريًا 400 جنيه لا تكفى ثمنًا للعلاج الذى يحتاجونه شهريًا بسبب الإعاقة الذهنية وخروج ابنها الأوسط من المدرسة لعجزها عن مصاريف الدراسة ومتطلباته.
وأشارت نجوى إلى أنه بعد بيع البوتاجاز المتواجد فى المنزل أصبح الطبخ على الكانون اليدوى، لكن تبرعت إحدى السيدات ببوتاجاز لها وكذلك تبرعت جمعية تنموية بأسرّة للأبناء بدلًا من نومهم على الأرض فى الشتاء، لافتًا إلى أن حقن الإنسولين الخاصة بعلاج مرض السكر تفسد بسبب عدم وجودها فى الثلاجة ولا تستطيع شراءها من الصيدلية لغلو ثمنها.
"بناكل عيش وطماطم وملح والأهم سداد الدين".. اختتمت نجوى حديثها عن معاناة الحياة وإطعام أبنائها الذى لا يزيد عن العيش والطماطم والملح، مؤكدة أنها راضية بما يقسم لها من طعام ولكن الأهم هو سداد الدين وإنقاذ الأسرة الغارقة فى الديون بسبب زواج الابنة الكبرى، والاقتراض من جمعيات للتمويل والعجز عن السداد لتتراكم الديون شهرا بعد شهر وتزداد المطالبات.
أدوية-ربة-المنزل
أواني-بالمطبخ
ربة-المنزل-مع-أبنائها-من-أصحاب-الهمم
ربة-منازل-تناشد-بسداد-دينها
ربة-منزل-بقنا
نجوي-برفقة-أبنائها
نجوي-محمد
نجوي-مع-أبنائها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة