محمد أحمد طنطاوى

قصر العينى صرح قومى وملاذ للغلابة

الإثنين، 29 نوفمبر 2021 10:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يمكن لأحد إنكار فضل "قصر العيني" في علاج الفقراء والمحتاجين، والحالات الحرجة، والدور المجتمعي العظيم الذي يقدمه لخدمة المجتمع، منذ تأسيسه عام 1827 كأول مدرسة طبية في مصر، على يد محمد على باشا، ليصبح منارة للعلم، وملجأ لكل مريض يلتمس الشفاء، وعلى مدار ما يقرب من 200 عام، نجح في تقديم العلاج لعشرات الملايين بالمجان، أو بأقل تكلفة ممكنة، من خلال نخبة من أمهر الأطباء في العالم، وأكفأ طواقم التمريض والفنيين والموظفين.

قصر العيني ليس مجرد مستشفى تعليمي، وظيفته تخريج دفعات جديدة من الأطباء سنوياً وتدريبهم وتعليمهم فقط، بل ملاذ لكل من يطلب الشفاء على أرض مصر، فيقصده المواطنون في كل مكان، من أسوان إلى الإسكندرية، ومن سيناء إلى السلوم، أملاً في تطبيب الداء، وعلاج العلة، وشفاء لا يغادر سقماً، اعتماداً على سمعته الطيبة، وشهرته الذائعة، وتكلفته البسيطة، التي تجعله صديقاً لـ "الغلابة"، الذين لا يتمتعون بخدمات التأمين الصحي، أو لا يملكون الأموال التي تمنحهم القدرة على تغطية نفقات المستشفيات الخاصة.

أكثر من 2 مليون مواطن سنوياً من أقصى شمال مصر إلى أقصى جنوبها يتلقون العلاج في قصر العيني، ما بين الاستقبال والحالات الطارئة، والعمليات المعقدة والجراحات الدقيقة، ولك أن تتصور حجم من يخضعون للعمليات الجراحية سنوياً، الذين يصل عددهم إلى 230 ألف مريض، في مختلف التخصصات، وهذا الرقم لا يمكن لمستشفى في العالم مهما كانت قدرتها أو حجمها أن تقدمه سنوياً، ليظل قصر العيني، صرح طبي وتعليمي نادر، ورمز لعظمة مصر، التي تحرص على تقديم خدمات العلاج بالمجان لغير القادرين، وتعطى أولويات للحالات الطارئة، دون السعي خلف "المكاسب" كما نرى المشهد في أغلب المستشفيات الخاصة، التي تستنزف جيب المريض.

نجح قصر العينى خلال السنوات الماضية في ميكنة كل التقارير الطبية الخاصة بالمرضى، حتى يضمن خدمة علاجية ممتازة، وملف إلكتروني لكل مريض، بديلا عن الملفات الورقية، التي كان حفظها وتخزينها من كثرة الأعداد وزيادة المترددين عبء كبير، لذلك يجب أن يتم توجيه التحية لكل القائمين على مستشفيات قصر العينى، في جامعة القاهرة، بداية من الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس الجامعة، الذي لا يدخر جهداً في تطوير وتحديث هذا الصرح القومى، بصورة تتناسب مع متطلبات العصر، وتسهم في تخفيف العبء عن مستشفيات وزارة الصحة، ثم عميد كلية الطب، الدكتورة هالة صلاح الدين، والدكتور حسام صلاح، مدير المستشفيات الجامعية، والدكتور عمرو الحديدي، مدير قصر العينى الفرنساوى، ومئات الأساتذة الأجلاء، الذين لا يبخلون في رعاية المرضى، والتخفيف عن آلامهم.

قصر العينى يحتاج من الحكومة كل الدعم والرعاية، حتى يتمكن من مواصلة الجهد الكبير الذي يقدمه للمواطنين، ويجب أن يتم دعمه خارج ميزانية جامعة القاهرة، خاصة أنه يقوم بدور غير تقليدي في رعاية المرضى، وتقديم العلاج، وهذا يتطلب ميزانيات ضخمة وأموال طائلة، حتى يحافظ على هذا الدور الحيوي، ويستمر في أداء الخدمة الطبية بنفس الجودة.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة