تجسد رواية "مسرى الغرانيق فى مدن العقيق" للكاتبة السعودية أميمة الخميس رحلة روائية انتقل فيها الأعرابى "مزيد الحنفى" من صحراء الجزيرة إلى بغداد، ثم القدس ومصر الفاطمية ثم الأندلس وكان مسكوناً بهواجس السؤال وقلق المعرفة، وتقوده الأحداث والمصادفات العجيبة إلى أن يصبح عضوًا أو غرنوقا فى جماعة سرية تحتفى بالعقل كطريق للحق، تنقلنا الكاتبة في هذه الرحلة بين عوالم وثقافات متغيرة وعبر أزمنة متعددة.
ويجد مزيد الحنفى نفسه مثل باحث عن الحقيقة حاملا على عاتقه مهمة نشر أهم الكتب كمدونة جالينوس ورسالة لابن الكندي، باحثا في درب السراة عن تجليات الوصايا السبع التي حملها من بغداد مدينة الحكمة بين المدن والأمصار.
وتبدأ الرواية الصادرة عن دار الساقى فى 559 صفحة بإيقاع بطئ بعض الشىء، وهو أمر متوقع بالنسبة لرواية بهذا الحجم لكنها بعد الربع الأول تتضح معالمها إذ ظهر معنى السراة، ولاحت مدن العقيق فى الأحداث .
تدور أحداث هذه الرواية التاريخية فى القرن الرابع الهجري وتبدأ من منطقة اليمامة الواقعة تحت سيطرة الدولة الأخيضرية التي يعود نسبها إلى الحسن بن على بن أبى طالب، مرورًا ببغداد مدينة بنو العباس بصخبها وتنوع تركيبتها الثقافية، والتى منها أصبح عضوا فى جماعة سرية تسمى "السراة الغرانيق" وهم المعتزلة من أهل العدل والتوحيد، ومهمتها تجميع كتب الفلسفة والعقل التى تعانى من الرقابة والتضييق وتوزيعها فى جميع مدن العالم الاسلامى فى زمن طغت فيه الفتن والاحتراب وإحراق الكتب والمخطوطات.
أما كلمة النهاية لمزيد الحنفى فى الرواية فكانت الآتى: "أنا جنين العتمة، سجين المخاضات الأبدية، أمضي أزماني ودهوري متربصاً بلعبة الضوء والظل، مترقباً تنفس الصبح .. عبر النافذة الضيقة إلى زنزانتي".
الرواية حازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2018، ودخلت القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية 2019.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة