تمر اليوم الذكرى الـ43 على رحيل الشاعر الكبير نجيب سرور، إذ رحل في 24 أكتوبر عام 1978، وهو شاعر وكاتب مسرحى ومخرج وممثل وناقد أدبى، اشتهر بولعه بالأدب والفلسفة وشغفه بالقراءة وكتابته للشعر بالعربية الفصحى ورغبته الدائمة بمخاطبة الناس عبر المسرح، كان التمثيل فى نظره أداة التعبير الأكثر وصولاً للناس.
كانت أولى أعماله المسرحية بعد عودته إلى مصر مسرحية "ياسين وبهية" عام 1965، والتي قدمت على خشبة المسرح من إخراج كرم مطاوع بعنوان "ياسين وبهية"، تدور مسرحية "ياسين وبهية" حول قصة بسيطة، تسعي الي الاجابة على السؤال المطروح في الموال الشعبي عمّن قتل ياسين، ثم كتب مسرحية "يا بهية وخبريني" عام 1967 بإخراج كرم مطاوع ثم "آلو يا مصر" وهي مسرحية نثرية، كتبت في القاهرة عام 1968 و"ميرامار" وهي دراما نثرية مقتبسة عن رواية نجيب محفوظ المعروفة من إخراجه عام 1968. استمر تألق نجم نجيب سرور مع هذه الأعمال التي نشرت معظمها كتبًا في طفرة الصعود في السبعينات.
في عام 1969 قدم نجيب سرور من تأليفه وإخراجه المسرحية النثرية "الكلمات المتقاطعة" التي تحولت فيما بعد إلى عمل تليفزيوني أخرجه جلال الشرقاوي ثم أعاد إخراجها للمسرح شاكر عبد اللطيف بعد عشر سنوات واستمر تألق هذا العمل الفني حتى عام 1996.
وفي عام 1969 قدّم المسرحية النثرية "الحكم قبل المداولة"، وقد قام بتحقيقها ونشرها كاملة الباحث الجاد محمد السيد عيد، وكتب المسرحية النثرية البيرق الأبيض وفي عام 1970 قدّم ملك الشحاتين وهي كوميديا غنائية مقتبسة عن أوبرا القروش الثلاثة لبرشت و"الشحاذ" لجون جاي من إخراج جلال الشرقاوي.
تجددت معاناة نجيب سرور بشدة في العام 1971 عندما كتب وأخرج العمل المكرس لمذابح أيلول الأسود في الأردن بعنوان الذباب الأزرق في قالب الكوميديا السوداء، إذ مُنع عرض هذه المسرحية من قبل أجهزة الرقابة في القاهرة. ثم كتب في العام 1974 المسرحية الشعرية منين أجيب ناس وقد عرضت في نفس العام أعقبها بمسرحية نثرية لم تعرض وتحمل العنوان النجمة ام ديل ثم بالدراما الشعرية المقتبسة عن مسرحية هاملت لشكسبير وحملت العنوان "أفكار جنونية في دفتر هملت". معظم أعمال نجيب الدرامية طبعت ونشرت بشكل فردي وكذلك ضمن مجموعة الأعمال الكاملة التي صدرت عام 1997.
ومن أشهر مسرحياته أيضا "منين أجيب ناس" والذي يستلهم فيها سرور من الفلكلور قصة حسن و نعيمة وهي قصة حب بين المغني وفتاة في صعيد مصر انتهت نهاية مأساوية بقتل حسن و إلقاء جثته في النيل.. ويستغلها في الاسقاط على الأسطورة الفرعونية إيزيس و أوزوريس.. حيث تهيم نعيمة بحثا عن جثة حسن كما كانت تفعل إيزيس.. ويستغل الاثنين في الإسقاط على نظريته في تعرض أولاد البلد الحقيقيين للنفي والقتل على أيدي النظم التي يصفها بالصهيونية وقال "كل ما نودع قتيل نندبه وننسي اللي قبله قبله يجي بعده قتيل ينسينا اللي قبله، وأهي ماشيه".
وكذلك مسرحية " قولوا لعين الشمس" فالمسرحية تتناول قضايا الفلاحين، والصراع على الأرض، ومحاربة المستعمر الذي يستغل الأيدي العاملة، فينتشر الفقر وسلبياته متمثلا في عجز ياسين عن الزواج من بهية، وتعتبر "فولوا لعين الشمس" استكمالا لكتاباته عن مصر حيث تمثل "بهية " مصر وياسين هو الشعب الذي يقع عليه الظلم، كما كان له تجربة إخراجية لإحدي نصوصه النثرية وهي "الكلمات المتقاطعة" والتي أخرجت بعد ذلك في التلفزيون علي يد المخرج جلال الشرقاوي .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة