عودة قريبة على ما يبدو للرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، إلى المشهد السياسى، مع سعى بعض قيادة الجمهوريين لإذابة الجليد معه بعد توترات بينهم فى فترة ما بعد السادس من يناير، فى الوقت الذى تشير فيه كافة المؤاشرات إلى أن الرئيس السابق سينجو من الإدانة فى محاكمة عزله المرتقبة بمجلس الشيوخ.
وقالت شبكة سى إن إن الأمريكية إن ترامب يستعد للعب دورا بارزا فى مساعدة الجمهوريين فى الانتخابات النصفية السابقة، ويركز طاقته السياسية على استهداف النائبة ليز تشينى، ثالث أبرز نائبة جمهورية مجلس النواي التى صوتت لصالح عزل ترامب فى وقت سابق هذا الشهر.
ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله إن ترامب سأل مرارا حلفائه الجمهوريين عن الجهود للإطاحة بتشينى من منصبها القيادى وطرح مرشح ضدها فى السباق التمهيدى. كما أنه أظهر لهؤلاء الحلفاء استطلاعا أجرته جماعة Save America السياسية التابعة له، والذى يشير إلى تراجع شعبيتها فى الولاية التى تمثلها ويومينج بسبب تصويتها لصالح العزل، وحثهم على الحديث عن هذا الاستطلاع على شاشات التلفزيون.
وجاءت محاولات ترامب مع سعى زعيم الأقلية بمجلس النواب كيفين مكارثى للعمل من أجل تعزيز علاقته بالرئيس السابق، بما فى ذلك عقد لقاء معه فى منتجعه مار إيه لاجو فى فلوريدا أمس، الخميس. وقد ناقش ترامب ومكارثى انتخابات التجديد النصفى، بحسب بيان لمنظمة save America. وأشار البيان إلى أن ترامب وافق على العمل مع مكارثى لاستعادة الأغلبية الجمهورية فى مجلس النواب.
وأكد مكارثى من جانبه أن ترامب ملتزم بمساعدة الجمهوريين المنتخبين فى انتخابى مجلسى الشيوخ والنواب فى عام 2022.
لكن من الواضح أن ترامب لا يريد أن تكون تشينى جزءا من هذه الأغلبية فى مجلس النواب. وتترأس تشينى حاليا مؤتمر الجمهوريين بالنواب، وكانت واحدة من 10 جمهوريين صوتوا لصالح عزل ترامب فى 13 يناير. ويساعد حلفاء ترامب فى المؤتمر على معاقبتها.
ليز تشينى
يأتى هذا فى ظل إدراك ترامب أن الجمهوريين بحاجة إلى الشعبية الجارفة التى يتمتع بها بين القاعدة الشعبية للحزب، وقدرته الهائلة على الحشد. وكان الرئيس قد ألمح مرارا إلى أنه لن يغيب على المشهد السياسى وأنه ربما يفكر فى خوض انتخابات الرئاسة 2024، بينما ذكرت تقارير صحفية أنه يفكر فى تأسيس حزب سياسى جديد.
ومع تضاؤل فرص إدانة ترامب فى محاكمة عزله المرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، يحاول قادة الجمهوريين إصلاح علاقتهم بالرئيس والتى تضررت كثيرا بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول فى 6 يناير، وقيام بعض الزعماء بإدانة خطاب ترامب المتسبب فى اقتحام الحشد للكونجرس أثناء جلسة التصديق على فوز جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية.
وياتى هذا فى الوقت الذى اندلع عداء صريح بين الديمقراطيين والجمهوريين فى الكونجرس أمس الخميس فى ظل مخاوف متزايدة من عنف جسدى وتهديدات تلوح فى الأفق بالإرهاب المحلى، بينما رددت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى مزاعم غير عادية بأن المخاطر تأتى من بعض أعضاء الكونجرس أنفسهم.
وقالت بيلوسى فى مؤتمر صحفى، الخميس، أن العدو داخل مجلس النواب، وهو تهديد يشعر الأعضاء بالقلق بشأنه، بالإضافة إلى ما يحدث فى الخارج.
وتقول صحيفة واشنطن بوست أن هذه الأحداث تعكس مدى العداء الذى وصل إليه الفرع التشريعى للسلطة، والذى ظل لسنوات غارقا فى المشاحنات الحزبية، وذلك فى الوقت الذى يسعى فيه الرئيس بايدن لتمرير حزمة الإنقاذ الاقتصادى من وباء كورونا.
وأعرب بعض الديمقراطيين عن مخاوفهم من أنه لا يمكن الثقة بالمشرعين الجمهوريين الذى حاولوا فى بعض الأحيان إدخال أسلحة إلى مجلس النواب، واشترى البعض واقى من الرصاص ويسعون لحمايات أخرى.
ويمارس الديمقراطيون ضغوطا هائلة على قيادة الديمقراطيين لإدانة النائبة الجديدة مارجوارى تايلور جرين، التى أيدت من قبل العنف ضد أعضاء الكونجرس. وقدم أحد الديمقراطيين مشروع قرار لطردها من الكونجرس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة