محمد جمعة

فيروس التريند المستجد

الأربعاء، 20 يناير 2021 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فيروسات عدة تهاجم الصحة تعرضت لها البشرية منذ القدم، ورغم صعوبة مواجهتها إلا أنه فى النهاية ينتصر الإنسان عليها، إلا أن الألفية الثالثة شهدت ظهور فيروسات أقوى وأشد، لكنها تهاجم العقول والنفوس والضمائر والعقائد والأخلاق، اشتدت حدتها واستقوت بتفحل السوشيال ميديا.

 

الفيروسات التى أتحدث عنها تسببت فى سطحية الفكر وتفاهة الأهداف، فأصبح الحصول على "لايك وشير" هدفا يسعى له ويستميت من أجل الحصول عليه الكثيرون عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعى.

 

رأينا عجب العجاب خلال السنوات الماضية بأفعال لا تمت للإنسانية والقيم والأخلاق بشيء، طرأت على المجتمع أفعال لم يكن يشهدها، ولو أنها كانت تحدث كان يستنكرها الجميع، إلا أن السوشيال ميديا واستغلالها بالشكل الخاطئ زاد من تلك الأفعال، فرأينا اللهث وراء الحصول على اللايك والشير، فيرهب ابنته وآخر يعلن تحوله جنسيا وشخصا يعتدى على أحد ذوى الاحتياجات الخاصة، وشخصا آخر يتعدى على معلم يعلمه ليخرج من ظلام الجهل.

 

زاد الطين بلة بفيروس مستجد لا أراه إلا عمل من أعمال الجاسوسية، ألا وهو "التريند".. شاهدنا كثيرا مسلسلات وأفلام عن الجاسوسية وعند مرحلة التجنيد ترى أن من المهام التى تطلب من الجاسوس أن يقدم تقريرا عما يشغل بال المواطنين وما يهتمون به وما يفرغون به طاقاتهم وهو ما أصبح الآن يحدث على الملأ وعلى مرأى ومسمع من الجميع عبر التريند على اختلاف المواقع والمحركات التى تديره وتبرزه ضمن عمليات حروب الجيل الرابع.

 

الفيروس المستجد أصاب الكثيرين، فأصبح بجانب رصده لأفكار الشباب ومستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى هدفا يسعى له ضعاف النفوس والعقول والدين، فرأينا إحداهن تنسى عن قصد "بطانة فستانها" لتركب التريند، وتارة أخرى تجعل ابنتها ترتدى الفستان ذا البطانة الغائبة، وتارة أخرى تتحدث عن مؤخرتها المثيرة، وأصبح السعى لركوب التريند معلنا، فرأينا أخرى اعتادت أن تخرج على الناس عبر السوشيال ميديا بملابسها الداخلية أو بالمايوه، تذهب لافتتاح مهرجان وقد اشترت "طرحة" بـ50 جنيها لترتديها، لتركب التريند، ولا تجد فى قول ذلك حرج.

 

ذات المؤخرة المثيرة حققت الهدف من عدم ارتدائها بطانة فستانها لتظهر تلك المؤخرة المثيرة فتركب التريند، وكذلك الوضع مع الذين خرجوا علينا بدون بطانة عقولهم وروجوا لمؤخرات مثيرة، ولكن هذه المرة محمولة على أكتافهم تحوى أفكارا شاذة ليدعون لما سمونه بـ"زواج التجربة" فركبوا التريند أيضا.

 

ذلك الفيروس المستجد لسنا بحاجة إلى لقاح كلقاح فيروس كورونا للتغلب عليه، ولا معامل لإنتاج أدوية له، فيكفينا أن نعرف أن تلك الفيروسات يقضى عليها بالتجاهل وعدم الانسياق وراء توافه العقول التى تعلم أن ركوب التريند بتكرار الحديث عما يفعلونه.. اقتلوا فيروس التريند المستجد بالتجاهل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة