دينا شرف الدين

عصابات الأكسجين والتجارة الحرام مع الوباء

الجمعة، 15 يناير 2021 09:40 ص


لا أدري من أين أبدأ فالموضوع جد خطير، هل يعقل و نحن بأشد أوقات الأزمات التي تدعو بحق للتأمل و إعادة الحسابات و التغاضي عن كثير من الأفكار و التطلعات لتحل محلها أخري أكثر هدوءاً و تسامحاً ،ذلك بعد أن واجهنا جميعاً محنة ألمت بكل من علي الأرض، لم يمنعها جاه ولا مال و لا سلطان من الفتك بأي إنسان  صغيراً كان أم كبير ، عفياً كان أم مريض .
 
ناهيك عن  الأخبار اليومية التي لم تعد تحظي بنفس ذات الإهتمام و الإنزعاج عن عدد حالات الإصابة و الوفيات ، فلم يعد هناك من هو بمنأي عن الخطر أو بعيداً عن دائرة الإصابة ، فيوماً بعد يوم تضيق دائرة  التعرض للإصابة حولنا جميعاً ، فغالباً ما يصدم كل منا بأقرب الأقربين من الأهل و الأصدقاء ما بين مريض أو متوفي  ، فما كنا نحسبه بعيد بات أقرب مما نتصور .
 
و لكن :
الغريب جداً بالامر  أنه بالمقابل قد زادت بل استفحلت حالات القسوة و الجشع و موت الضمائر .
 
فمنذ بداية الجائحة كانت  مقويات المناعة التي ينصح بها الأطباء الناس لعلها تفلح بحمايتهم من هذا الفيروس اللعين علي رأسها أقراص فيتامين ج أو سي كما نعرفه بكافة أنواعه ، و الذي تحول بعد أن علم حيتان السوق السوداء و تجار  الأزمات برواجه الشديد و الإقبال عليه إلي سلعة نادرة الوجود يتم تداولها سراً  و بعد توصيات شديدة  و بكميات محدودة كما لو كانت مخدرات لا سمح الله .
 
إذ تري الإبتسامة المندهشة علي وجه أي صيدلي عندما تتجرأ  و تسأله عن أقراص فيتامين سي ، كما لو كانت إجابة واحدة  يمنع نفسه من باب الذوق أن يتلفظ بها ، بما معناه  أنه سؤال ساذج لا يستلزم إجابة .
 
إذ أنه منذ  اندلاع الأزمة العالمية المفتعلة التي يقودها و يحركها فيروس لا يري بالعين المجردة ، رأينا كافة أشكال استغلال الأزمة من هؤلاء الذين يصطادون دائماً و أبداً بالماء العكر و تمتلئ بطونهم علي حساب امتصاص دماء الناس عند الحاجة .
 
إذ تسارع هؤلاء الذين لا تشبع نفوسهم النهمة قد سحبوا كافة الأدوية و الفيتامينات الموصي بها للوقاية و العلاج من فيروس كورونا منذ بدايته ليخلقوا بها مزيداً من الأسواق السوداء ،
 
و في صورة متكررة لتلك الجريمة  تعد أشد وطأة و أكثر قسوة و دناءة ، قد اندلعت من جديد أزمة نقص الأكسجين و استحواذ بعض معدومي الضمير و فاقدي الرحمة علي اسطوانات الأكسجين لإخفائها و طرحها بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة دون أن يهتز لهم طرف في ما يعانيه مرضي الكورونا من المصريين و أنفاسهم التي تكاد تنقطع لحاجتها لهذا الأكسجين في حين يخزنها هؤلاء القتلة  للمزيد من التربح ببحارهم التي لا تكف عن رغبتها بالزيادة .
 
 
نهاية : 
لم يترك ذوي القلوب القاسية و الضمائر الميتة الذين لا تستوقفهم حكمة أو موعظة و لا يعلمون شيئاً عن محاسبة النفس لهذا المواطن الذي ضاقت به السبل  أي خيار ، لتزداد معاناته و تستوحش بحال لم يعد يحتمل المزيد .
 
 
 
           فصبرٌ  جميلٌ  و الله المستعان



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة