هناك طرق مختلفة لدفن الموتى فى الثقافات الأخرى، ورغم اتفاق الجميع على قداسة الموت وهيبته، حيث ترى فى الموت حدثا جللا يستلزم طقوسا وتقاليد معينة لنقل الإنسان من دار الحياة إلى الدار الآخرة، حسب مفهوم كل ديانة للعالم الآخر، إلا أن طرق مثل الحرق وأكل لحم الميت تظهر من ضمن دفن الموتى.
ورغم اتفاق بعضهم على طرق الدفن والتكفين، لكنهم اختلفوا فى تفاصيل أخرى وفق كل ديانة، لكن فى الثقافات والأديان الأخرى يوجد عادات وطقوس أخرى، تدخل بعضها ضمن غرائب هذا العالم.. وخلال السطور التالية نوضح بعض طرق دفن الموتى فى الثقافات والأديان الأخرى.
دفن السماء
فى الديانة البوذية، بعد خروج روح الميت يجتمع الأهل حول الجثة ليقوموا بعمل مجموعة من الشعائر الدينية ثم يحملون الجثة إلى قمة الجبل المخصصة للدفن وهنا المراسم التى تتبع تختلف باختلاف قدرات اهل الميت المادية ومكانته وسط قومه، فإن كان ذا قيمة وأهله لهم القدرة المالية يتم دفنه طبقا لمراسم خاصة يقوم فيها المسئول عن الدفن بتقطيع أجزاء الميت وإلقائها على قمم الجبال حتى تلتهما الطيور الجارحة وخاصة النسور لتحلق بها فى أعالى السماء، ثم يقوم المسئول بجمع ما تبقى من عظام واشلاء من الميت ويسحقها ثم يعجنها ويخبزها إلى طعام ليعاود إلقاءها للطيور الجارحة مرة أخرى وبهذا يضمن اهل الميت أن فقيدهم بكامله قد صار فى السماء.
الحرق ونثر الرماد فى النهر
يؤمن الهندوس أن الميت يكرم بحرق جثمانه، وذلك فى احتفال كبير يوضع فيه الجثمان على عربة تغطيها الزهور وتجرها الخيول للمكان المخصص للحرق، حيث تغطى بالأغصان الجافة لتسهيل الاشتعال، ويغسل الميت بماء الورد ويلف بثوب محاط بأطواق الورد، وبعد انتهاء عملية الحرق يجمع الرماد المتبقى فى إناء، ينثره أهله فوق مياه نهر الغانج، لما له من قدسية لديهم، تهميداً لـ"تناسخ روحه".
جثة المتوفى طعام للطيور
وفقا لطقوس الديانة الزرادشتية، تقوم جماعات البارسى، إحدى أكبر الجماعات الدينية فى جنوب شرق أسيا وخاصة فى فى مدينة مومباى الهندية، حيث يقوموا بتنظيف جثمان المتوفى "تغسيله"، ووضعه فى غطاء على أبراج أحد المعابد الدينية، ووضعها بدون غطاء على أبراج المعابد الدينية، ونفس الشىء يحدث فى قبيلة "كلاش" فى باكستان، حيث تترك جثث الموتى بعد وضعها فى توابيت مفتوحة، فى الهواء الطلق لتصبح طعامًا للطيور والحيوانات، والأمر ذاته فى الجرز الموجودة شمال غرب المحيط الهادئ من ساحل أمريكا الشمالية يمارس السكان الأصليون لهذه الجزر نفس الشيء، وهو قيامهم بحفر حفرة لجثة الميت بدون دفن أو حرق، وتركها لتصبح طعامًا للحيوانات.
طقوس الفاماديهانا
فاماديهانا أو تقليب العظام هو جزء من تقاليد شعب المالاغاشى فى مدغشقر. يقوم المشاركون فى طقوس هذا التقليد بإخراج جثث أمواتهم من الأضرحة ثم يلفونها فى قماش جديد و يحملونها و يرقصون بها على إيقاع موسيقى صاخبة قبل دفنها مرة اخرى، فى النهاية تعود الجثة إلى القبر مرة ثانية.
الدفن فى توابيت الجبال
من طقوس إحدى القبائل فى الفلبين، وتدعى "إيجوروت"، وضع جثمان المتوفى فى تابوت ووضعه على قمة جبال عالِ، وذلك لاعتقادهم أن ذلك يشكل احتراما للمتوفى وتقديسا للموت، بعيدًا عن الحرق أو أى طريقة أخرى، كما يعتقدوا أن هذه الطريقة تجعل روح المتوفى حرة طليقة وتذهب إلى السَّماء دون أىِ عائق، وكانت تمارس القبائل الصينية القديمة هذا الطقس.
تمثالا واقفا
تقوم قبيلة توراجدا الإندونيسية، والتى تسكن فى جزيرة سولاوسى الإندونيسية، وتدين بالمسيحية، لكن طريقة الدفن تختلف عن المعروفة فى المسيحية تمامًا، فهناك يأتى نحات لينحت تمثالًا واقفًا، هذا التمثال يأخذ شكل الميت، ولا يتم دفن الميت فى المقبرة الصخرية تحت قدمى التمثال إلا بعد 10 سنوات، وذلك لأن أسرته تقوم طوال هذه السنوات بجمع المال لأداء واجب العزاء ومراسم الدفن، بجانب ضرورة ذبح الخنازير وتوزيعها على القرية فى يوم دفن الميت.
وليمة للحيوانات المفترسة
قبيلة بجزيرة بالى الإندونيسية: تعيش فيها قبيلة وثنية تمارس طريقة غريبة فى التخلص من الموتى، فبدلاً من الدفن أو الحرق، يلبس الميت أجمل ثيابه، ويجلس فى الغابة مستندًا بظهره لجذع شجرة، لتتكفل الحيوانات المفترسة بالتهام لحمه وجلده، وتكون الديدان أتمت عملها ونظفت العظام، وبعدها يتم ربط الهيكل العظمى إلى الشجرة نفسها، ليظل فى هذا الوضع إلى الأبد.
الدفن فى أغصان الشجر
وهو طقس لدى سكان أستراليا الأصليين المعروفين بـ"الأبوريجين"، حيث توضع الجثث على أغصان الشجر العالية وبعد أن تتحلل الجثة يجمعون العظام الباقية، ويقومون بصباغة العظام ويستخدمونها كقلائد، أو يضعونها على جدران المنازل.
فى قرية جنوب سولاويزى الجبلية فى إندونيسيا يقوم سكان هذه القرية بدفن الأطفال الرضع الذين يموتون قبل ظهور أسنانهم، حيث يقومون بنحت جذوع الأشجار، ودفن الأطفال فيها، بالإضافة إلى أنهم يقومون بإخراج هذه الجثث مرة كل ثلاث سنوات، وتغيير ملابسها، والطواف بها حول القرية.
أكلى لحوم الموتى
فى بعض الجزر الاستوائية فى الكاميرون، بعض القبائل تتخلص من موتاها عن طريق أكلهم، بدافع الحب والاحترام، فعندما يكبر الجد أو الأب ويدب الوهن فى جسده ويشرف على الموت، يجتمع أهل القرية والأصدقاء المقربين فى وليمة لحم البشر، فى انتظار موت صديقهم، ولا يشارك فى أكله أهله المباشرين.
كذلك بعض القبائل فى كينيا، بأكل كبار السن قبل موتهم، فعندما يشارف على الموت، يتم قتله ولكن بموافقته، وعندها يتم توزيع لحمه على أسرته والمقربين منه، وإذا كان أحد الكبار، فتقام وليمة كبيرة على شرفه، يقدم فيها لحمه على سبيل الاحترام والتبجيل.
تغيير أكفان المتوفى
شعب المارينا فى مدغشقر: يعتبر من أغرب الشعوب، حيث يتم استخراج جثث الأجداد والآباء المتوفين، بين شهرى مايو وسبتمبر، لتزيينهم وتغيير الأكفان بأخرى جديدة، وربما يجردونهم من أكفانهم ويلبسونهم ملابس جديدة، ليتمكنوا من حضور مناسبات أحفادهم أو أولادهم المؤجلة، لتكون المحصلة النهائية؛ أن الميت يتم دفنه 9 أشهر، ويقضى 3 أشهر الباقية وسط أهله وأسرته، بحسب موقع "sputnik".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة