تمر اليوم، الجمعة، ذكرى ميلاد المايسترو صالح سليم رئيس النادى الأهلى الراحل وأبرز الأساطير الكروية والإدارية فى مصر، الذى ولد فى 11 سبتمبر عام 1930، بدأ بقطاع الناشئين بالنادى الأهلى، ثم الفريق الأول عام "1948"، وظهر لأول مرة فى مباراة الأهلى أمام المصرى البورسعيدى بملعب الأهلى بالجزيرة، وفاز الأهلى بثلاثية نظيفة سجل خلالها صالح سليم باكورة أهدافه الرسمية، وكان ذلك يوم الجمعة "5 نوفمبر 1948" فى الأسبوع الثالث لأول مسابقة الدورى الممتاز.
صالح سليم تميز بمسيرة حافلة ومتكاملة، فبجانب مشواره الكروى كلاعب كرة وأول محترف مصرى فى أوروبا وإدارى ورئيس لأكبر الأندية العربية والإفريقية، كانت له مسيرته الأخرى الفنية المميزة، رغم قلة مشاركته وعدد الأفلام القليلة لكنها ما زالت محفورة فى أذهان الجمهور.
الأميز فى هذه المسيرة الفنية للمايسترو، إنها ربطت بين ثلاثية رائعة جسدها صالح، الرياضة والفن والأدب، وذلك يتجسد من خلال مشاركته بطولة ثلاثة أفلام، من أيقونات السينما المصرية.
ووفقًا لما ذكره الكاتب سلامة مجاهد، فى كتابه «صالح سليم.. أبيض وأسود»، فإن ترشيح «صالح» لهذا الدور فى فيلم «السبع بنات»، أمام الجميلات نادية لطفي، وسعاد حسني، وزيزى البدراوي، ومن إخراج عاطف سالم، جاء عن طريق الفنان أحمد رمزي، الذى كانت تجمعه به علاقة صداقة قوية أهلته لمعرفة الفنان عمرالشريف، الذى كان بدوره صديقًا لـ«رمزي»، فأصبح بالتالى صديقًا لـ«صالح»، فأدت تلك الصداقة فى النهاية إلى ترشيحه للفيلم الأول «السبع بنات»، حيث أراد المنتج حلمى رفلة الاستفادة من شعبية «صالح» فى الكرة، وأقنع عاطف سالم بذلك.
بدورهم، لم يعجب عدد كبير من النقاد السينمائيين بدور «صالح» فى الفيلم، ورأى البعض أنه «دخيل» على المهنة، فى حين أعرب نقاد رياضيون عن قلقم إزاء توجه لاعب الكرة المشهور إلى السينما التى ربما تشده إليها وتنسيه «الساحرة المستديرة»، أما «صالح» فلم يكن هذا أو ذاك بل كان أكثر حزمًا من الرأيين ورأى أن تلك التجربة «فاشلة».. قولًا واحدًا.
أما عن دوره فى فيلم "الباب المفتوح" والذى لم يوافق إلا بسبب وقوفه أمام سيدة الشاشة فاتن حمامة، ومدحه من قبل الجمهور، وتحوله إلى محبوب الفتيات، إلا أن هذا «المديح النسوي» لم يشفع لـ«صالح» عند كثيرين، على رأسهم النقاد، الذين قالوا، وفقًا لما ذكره «مجاهد» فى كتابه، إن إعطاء البطولة لنجم الأهلى كان «مؤامرة ضد بركات وفاتن، وكانت أشد الأقلام قسوة على «المايسترو» هذا الذى كتبه الصحفى لويس جريس، الذى ترأس تحرير مجلة «صباح الخير»، حين قال فى مقال أثناء عرض الفيلم: «نجم الكرة اللامع أصابته الخيبة فى مجال السينما، المسكين جذبته الأضواء حتى صرعته وتركته للجمهور، والكثيرون يكنون له الحب والإعجاب الشديد، ويمطرونه بالقفشات والتعليقات طوال فترة ظهوره فى فيلم الباب المفتوح، والذى استرعى انتباهى فى ليلة الافتتاح أن الجمهور من معجبيه ومحبى فنه فى لعبة كرة القدم, لم يحاسبه على هفوته ولم يعلق على كبوته، استقبلوه بالهتاف والتصفيق وودعوه هم يحملونه على الأعناق، ولكنهم همسوا لبعضهم بأنه ممثل فاشل، ودار الحديث بين الكثيرين عن فشل صالح سليم أكثر مما دار عن قصة لطيفة الزيات الممتازة، طغى صالح سليم وفشله على أغلب الأحاديث و التعليقات, فـ(صالح) يؤكد فشله السينمائى فى هذا الفيلم للمرة لثانية، والجديد فى الموضوع أنه فشل الرجل الناجح، فشل نجم مشهور أطلق عليه الجمهور لقب المايسترو تقديرًا لمهارته فى كرة القدم. ولعل الكثيرين من أصدقاء صالح سليم سينصحونه بعد هذا الفيلم بالابتعاد عن السينما لأنه لا يصلح لها, وكفاه أنه لدغ من جحر واحد مرتين».
بتلك الكلمات وضع «صالح» كلمة النهاية في مشواره السينمائي ورفض الاشتراك في أي عمل سينمائي آخر حتى وفاته، ويقول «مجاهد» في كتابه إنه: «ليس لدى صالح سليم أي نوع من الحرص على مشاهدة الأفلام التي شارك في تمثيلها».
ليس واردًا التشكيك في أن نجومية «صالح» في الكرة هي التي جعلته ينتقل للتمثيل، لكنه ورغم كثرة الأقاويل التي تحدثت عن نجاحه أو فشله في هذا المجال، إلا أنه أضاف كثيرًا إلى تلك الأعمال التي شارك فيها، لكن المؤكد أن تلك الأعمال لم تضف لـ«صالح» وزنًا، ليس لشيء ولكن فقط لأنه صالح سليم الذي لم تكن نجوميته بحاجة إلى زيادة كي تزداد حين يظهر نجمًا على شاشات السينما، فلم يكن يومًا بحاجة إليها بل سعت هي إليه كي توثق اسمه بحروف بارزة على أفيشاتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة