انشغل الجميع بتمثال "مصر تنهض" ورأوه غير جميل بالمرة، وأنا أتفق معهم تماما، وقد حاولت أن أجد شيئا مميزا فى التمثال أو أفهم أى معنى قد يشير إليه لكننى فشلت تماما، لذا صار لزاما ألا نجادل بعضنا وألا يجادلنا صاحب التمثال، ووجب عليه أن يخفى عمله أو يعتذر عنه.
لكن الذى أزعجنى تماما أن البعض خرج من هذا التمثال وغيره بأن فن النحت فى مصر يتراجع وراح يعقد المقارنات بين تمثال نهضة مصر للمثّال العظيم محمود مختار وما يراه على مواقع التواصل الاجتماعى، مؤكدا أن ذلك ليس له سوى معنى واحد هو أننا نرجع إلى الخلف، وأنا أرفض ذلك وأؤكد أن هذا الحكم صعب جدا وظالم فى الوقت نفسه.
ولن أقول للمشككين فى الفن المصرى أن يذهبوا إلى المتاحف ليروا ما يقدمه الفنانون المصريون، لكن أطلب منهم أن يتابعوا مشاريع تخرج كليات الفنون الجميلة فى جميع الفروع، ليعرفوا أن لدينا مواهب حقيقية قادرة على صناعة الجمال.
هذا المواهب بعد التخرج تذهب إلى طرق شتى، منها من يكمل طريقه فى عالم الفن، ومنهم من تأخذه الحياة فتفرض عليه فروضا تبعد به عن صناعة الجمال أو تبعد به تماما عن الطريق، وبالتالى وجب علينا جميعا تشجيع ما يقدمونه ونشره والأخذ بأيديهم لاستكمال ما يقدمون.
مصر صانعة للجمال، هذا هو قدرها، والقليل من التشويه الذى نراه ورفضنا له يؤكد أن فطرتنا لا تزال سليمة وأنها قائمة على الجمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة