تعد محمية سانت كاترين بمواقعها السياحية المميزة من أهم مناطق السياحة فى جنوب سيناء ذات الشهرة العالمية والتى ما إن فتح الباب أمام عودة السياحة بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية من كورونا حتى عاد إليها محبوها من كافة أنحاء العالم ومن كل محافظات مصر، وتشتهر سانت كاترين بعدد من المواقع السياحية التى تعد الأشهر، ولا تغيب عن أجندة كل زائر فردى كان أو فى أفواج للمدينة، بينهم زوار يحضرون للاستمتاع بأجوائها الهادئة وطبيعتها البكر ومناظرها الخلابة واخرين يبحثون بين صمت جبالها عن العلاج النفسى والراحة وزوار تقليديين يعتادون بين الحين والأخر على الوصول لمناطقها الدينية المقدسة.
وأهم معالم سانت كاترين كما أوضحته البيانات الرسمية لـ "محافظة جنوب سيناء"، هو "دير سانت كاترين"، ويقع أسفل جبل كاترين أعلى الجبال فى مصر، بالقرب من جبل موسى، ويقال عنه أنه أقدم دير فى العالم، يعد مزارا سياحيا كبيرا، تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، يديره رئيس الدير وهو أسقف سيناء، والذى لا يخضع لسلطة أية بطريرك أو مجمع مقدس، وأسقف سيناء يدير إلى جانب الدير الكنائس والمزارات المقدسة الموجودة فى جنوب سيناء فى منطقة الطور وواحة فيران وطرفة.
وثانى المزارات "شجرة العليقة"، التى تقع داخل الدير فى نفس الموقع الذى كلم فيه موسى عليه السلام ربه فى وادى طوى كما جاءت ذكر القصة فى القرآن الكريم.
هناك أيضا "جبل موسى"، ويصل ارتفاعه إلى حوالى 2439متر اى حوالى 7363قدم عن مستوى سطح البحر من أهم المزارات الدينية التى توجد فى جنوب سيناء، و يعتبر من أشهر جبال سيناء إذ يزوره الآلاف من السياح، فالناظر من أعلى الجبل يتمكن من رؤية مشاهد جميلة لسلسلة الجبال المحيطة خصوصا فى فترتى شروق وغروب الشمس، ويقع قرب جبل كاترين، والذى يوجد به دير سانت كاترين، ويحيط بالجبل مجموعة من قمم جبال جنوب سيناء وجبل موسى يقال بأنه الجبل الذى كلم الله سبحانه وتعالى سيدنا موسى عليه السلام من عليه هذا إلى جانب أن هذا الجبل يتقدمه منطقة أو وادى كبير يقع بداخلة دير سانت كاترين وهذا الوادى يعرف باسم الوادى المقدس والذى يذكر عنه أيضا بأنه المكان الذى ورد عليه سيدنا موسى ورؤيته للنار ثم بعد ذلك قصه المناجاة .
وعملية الصعود إلى قمة هذا الجبل تحتاج إلى أكثر من ساعتين تقريبا وتتم عملية الصعود من خلال طريقين رئيسيين وهما "طريق الرهبان "، وهو الطريق القديم للصعود لقمة جبل موسى ويقع خلف السور الجنوبى للدير، وقد قام رهبان دير كاترين بعمل هذا الطريق من درجات السلم الحجرية، و تصل إلى حوالى أكثر من 3500- 3700درجة وهذا الطريق أكثر صعوبة فى الصعود ولكنه اكثر سهولة فى النزول من على قمة الجبل ويمر هذا الطريق بكنيسة العذراء ثم قناطر اسطفانوس التى كان يجلس عندها قديما أحد الرهبان لتلقى الاعتراف من الزوار والدعاء لهم بالتوبة، و طريق عباس باشا ويسمى "طريق الجمال "، وكان قد أمر بتمهيده الخديوى عباس حلمى الأول فى القرن التاسع عشر الميلادى ويعرف باسم طريق عباس ولكن التسمية الأكثر شيوعا هى طريق الجمال حيث يستطيع الفرد أن يستقل أحد الجمال لكى تساعده فى الوصول إلى قمة جبل موسى .
ويبدأ طريق عباس أو طريق الجمال من جانب السور الشرقى لدير كاترين ويسير لولبيا بارتفاع حتى يصل إلى منطقة فرش النبى ايليا ومنها إلى قمة جبل موسى (وللوصول إلى قمة جبل موسى) ، وبعد أن نترك منطقة فرش ايليا نصل إلى درجات سلم حجرية تؤدى مباشرة إلى قمة جبل موسى وعدد درجات السلم هذه يصل إلى أكثر من 750درجة.
ومن معالم دير سانت كاترين "مسجد الدير" وهو من قام أحد حكام مصر فى العصر الفاطمى ببنائه داخل الدير حتى يحمى الدير من الهجمات التى كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر، كما قام نابليون بونابرت أثناء الحملة الفرنسية على مصر بتقوية السور -الذى يبلغ ارتفاعه من 40-200 قدم - وتعليته، والمسجد يقع بجوار الكاتدرائية بالقرب من برج كنيستها من الجهة الغربية البحرية على مسافة تقرب من ثلاثة الأمتار، كما تعلو أرضه عن أرض الكنيسة بنحو خمسة عشر متراً،ويعرف فى أوراق الدير بالمسجد العَمْريِّ.
ومن المعالم " كنيسة العليقة" وتقع خلف كنيسة الدير الرئيسية وبجوار العليقة المقدسة ومقام النبى هارون.
ومن المعالم داخل الدير الآبار مثل "بئر موسى" و"بئر اسطفانوس"، و "الكنيسة الكبرى"، وهى أقدم الآثار المسيحية و ترجع إلى عهد الإمبراطور جيستيان فى القرن السادس الميلادى و قد صممت على شكل البازيليكا الرومانية الذى كان شائعا وقت بنائها عام 527م، وتقع فى الجزء الشمالى من الدير وتسمى أحيانا الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية، وقد عرفت باسم كنيسة التجلى، وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة ، وهى 12 عموداً تمثل شهور السنة، وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين ، يوجد التابوت الذى وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة فى أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوى الآخر على يدها اليسرى ، وقد حليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة وتتدلى الثريات الثمينة حتى تبدو الكنيسة أشبه بمتحف للفنون أما أقدس مكان فى الكنيسة فيقع خلفها ويمكن الوصول إليه من الجانبين وهو هيكل الشجرة ،أى المكان الذى يعتقد أن موسى وقف فيه عندما تجلى الله له وخاطبه.
وتتضمن المزارات "كنيسة الموتى"وهى حجرة لحفظ جماجم الموتى وفيها رصت الجماجم فوق بعضها و توجد 6 مقابر فقط بالدير خاصة بالرهبان والمطارنة.
ومن معالم مدينة سانت كاترين "جبل البنات" وهو جبل عظيم وكثرت الروايات فى هذه التسمية و لكن أشهرها رواية تقول إن بعض بنات البادية فررن من أهلهن للتخلص من الزواج بمن لم يحببن و لجأن إلى هذا الجبل فطاردوهن إليه فإذا بهن يعقدهن ضفائرهن بعضها لبعض و رمين أنفسهن إلى الوادى و ذهبن شهيدات للحرية.
وتعد "المكتبة" من معالم دير سانت كاترين الثقافية والتنويرية المهمة، ويرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلى مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع فى الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى، وتضم المكتبة إلى جانب المخطوطات النادرة عدداً من الوثائق والفرمانات التى أعطاها الخلفاء والحكام للدير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة