سيف الله المسلول، خالد بن الوليد، رفع راية الإسلام، وقاد معارك الفتح الإسلامى فى الشام، ولم يعرف الهزيمة قط ليكون واحدا من أعظم القادة العسكريين فى التاريخ، فهو لم يهزم فى أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الفارسية وحلفائها، واشتهر بحسن تخطيطه العسكرى وبراعته فى قيادة جيوش المسلمين فى حروب الردة وفتح العراق والشام.
مؤخرا.. شن صحفى سعودى يدعى عبد الله وافيه هجوماً على الصحابى خالد بن الوليد، ووصفه لزمن الصحابة بزمن "القتل والدم"، إذ قال وافيه: "هناك أحداث مرعبة لا تتوافق مع زمن يذهب نحو الوعى والتنوير ونسيان تاريخ من الدماء والقتل" وأثارت هذه التصريحات الكثير من الجدل.
ويبدو أن أحزان سيف الله المسلول خالد بن الوليد، لم تتوقف عند عزله من قيادة جيوش المسلمين بأمر من الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب، إذ مات بعدها أبناؤه واحدا تلو الآخر بسبب تفشى وباء الطاعون فى حمص.
ويشير الأديب الكبير عباس العقاد فى كتابه "عبقرية خالد" أنه قضى بقية أيامه بعد عزله فى مدينة حمص، زهاء أربع سنوات، لم يفارقها قليلًا إلا ليعود إليها، وعاش هناك بين أهله وولده وهم كثيرون.
ويقول "العقاد": "وكأنما كانت للموت ضريبة مقضية على هذا القائد الكبير يطالبه بها فى حربه وسلمه حيث كان، فمات من أولاده نحو أربعين فى سنة الطاعون، ولم تروَ لنا كلمة قالها خالد فى موت هؤلاء الأبناء الكثيرين، وهو الرجل الذى كان التبشير بغلام عنده فرحا من أكبر أفراح الحياة، فكأنما ألِفَ وجه الموت لطول ما واجهه من قريب، فهو لا يلقاه أبدًا لقاء غريب مريب".
وتعقب الموت أبناء خالد الذين بقوا بعد الطاعون وأشهرهم المهاجر من حزب على وعبد الرحمن من حزب معاوية، فمات المهاجر فى صفين ومات عبد الرحمن مسموما على ما قيل، لأنه رشح للخلافة قبل أن يرشح يزيد بن معاوية لولاية العهد فسقاه معاوية السم على يد الطبيب بن أثال، وما هى إلا فترة حتى انقرضت ذرية هذا القائد الكبير، صاحب الموت والقدر، فورث دورهم بالمدينة أحد أبناء أخيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة