استطاع الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى ابن محافظة المنيا ، أن يكتب التاريخ لنفسه ومحافظته متحديا إعاقته ،بل استطاع أن يخرج للعالم ما اختفى تحت الأرض من تاريخ قديم لبلاده عن طريق الحفائر ، ورغم كل معاناته إلا أنه كان يأتى ليجلس بين العمال يقيم الحضرة والحفلات ويكتب روايته داخل استراحه فى تونا الجبل بملوى ،وأشهرها رواية دعاء الكروان .
يقول فرج الجهمى مدير مكتب تنشيط السياحة بملوى ، أن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، كان له دور كبيرا في حفائر جامعة القاهرة عام 1931 في تونا الجبل للكشف عن مقابر تونا الجبل ، حيث كان طه حسين عميد كلية الآداب جامعة القاهرة، وكان الآثار قسم تابع لكلية الاداب وبصفته عميد الكليه كان لابد من موافقته علي الدعم المالي بصرف المبالغ المالية التي ستجري بها البعثة أعمال الحفائر فوافق علي صرف مبلغ 500 حنيه من نفقة الجامعة وقتها، وكان هذا المبلغ كبير وكافي لبدأ الحفائر بتونا الجبل (ملوي المنيا) .
وأضاف أن الدكتور طه حسين كان صديق شخصي للدكتور سامي جبرة رئيس بعثة جامعة القاهرة والقائم بأعمال الحفائر بالمنطقه وكانت هناك صداقه قويه بين الرجلين حيث أن كل منهم ثقافته فرنسية، أي أنهما حصلا علي دراساتهم العليا من فرنسا وزوجة دكتور طه حسين وزوجة دكتور سامي جبره فرنسيتين أي صداقة أسريه وزمالة.
وأشار إلى أن طه حسين كان يزور تونا الجبل (موقع اعمال البعثه) على فترات ليتفقد أخر الأعمال ،وكان يستقبله دكتور جبرة في استراحته سامي وكان يقيم معهم ومعه زوجته فرأي دكتور جبرة ان يكون هناك مكان خاص للدكتور طه حسين يقيم فيه مع زوجته فترة وجوده في تونا الجبل يليق به وبمكانته بعيدا عن استراحة سامي جبرة، نظرا لكثرة أعضاء البعثه وضيوف المنطقة، فقرر بناء استراحه من طابقين بحديقة خاصة بالدكتور طه حسين وزوجته، ويستقبل فيها ضيوفه ويستطيع الكتابة والفكر الأدبي .
واستطرد قائلا إن كل ذلك كان يتطلب أن يكون له مكان خاص به فكانت استراحة طه حسين بتونا الجبل وذلك في عام 1935/1936 تم بناء استراحة طه حسين الجبل وكان طه حسين يزور المنطقه الاثريه كل صيف ومتي يتطلب الأمر وجوده كلما اكتشف جديد .
ولفت أنه كلما كان عميد الأدب العربى بالمنطقة ،كان يتوافد على استراحات الادباء والكتاب والمفكرين واهل الفكر والثقافة والرأي وأصحاب القلم وكان يقام بالاستراحة مايشبه الصالون الثقافي.
وأوضح أنه كان يجلس بين العمال المقيمين بالمنطقه في ليالي الصيف ويتبادل معهم الحديث عن ظروفهم وبلادهم ويقيم لهم حفلات بسيطه للفن الشعبي والتحطيب ،ويقدم لهم حفل عشاء في فناء استراحته وكان العقاد قد زار منطقة اثار تونا الجبل في وجود طه حسين بها، وغيره من مثقفي وادباء مصر حيث كانت تونا الجبل قبله المثقفين والفنانين، وكذلك شخصيات أخرى منها ملوك ووزراء وسفراء ورؤساء أجانب ومصريين اصحاب مصارف وسياسيين .
وأشار فرج الجهمى إلى أنه فى أثناء وجود عميد الأدب العربي طه حسين في منطقة أثار تونا الجبل ،ولدت لديه فكرة رواية دعاء الكوران وغيرها نظرا لهدوء المكان وجماله وكثيرا ماكان يسمع صوت الكروان وهو جالس في شرفة استراحته والكثير من الأعمال الأدبيبة الفنية الأخرى، حيث كان شغوفا بمنطقة تونا الجبل ويتردد عليها حتى بعد أن ترك منصبه بالجامعة وكان على وفاق وعلاقه طيبه باحمد لطفي السيد رئيس الجامعه.
وأوضح أن عميد الأدب العربى كان دائما ما يزرو ضريح ايزادورا تلك الفتاة اليونانيه ابنة السبعة عشر ربيعا ،والتي ماتت غرقا في النيل وقدسها الاغريق والمصريين لموتها في النيل العظيم (حابي) ، وأطلق عليها طه حسين لقب شهيدة الحب وكان يحلو له سماع تلك الأبيات من الشعر الحزين او الرثاء والتي تركها والد ايزادورا على باب مرقدهاأو ضريحها بصوت الأثري الكبير دكتور سامي جبره ،وكان طه حسين يشعل لها الشموع ويترك الورود والبخور في قبر ايزادورا كما اوصي والدها المكلوم .
فريق فيلم دعاء الكروان يزور المنطقة
يقول إن فريق عمل وأبطال فيلم دعاء الكروان وفى مقدمتهم هنري بركات زارو المنطقه لمشاهدة استراحة طه حسين وتم تصوير جزء صغير من أحداث الفيلم ، ولكن نظرا لبعد المكان وصعوبة الظروف وقتها تم بناء كل ذلك في استديو النحاس ،لتسهيل ذلك على أبطال دعاء الكروان وكان ذلك بعد رحيل طه حسين من تونا الجبل في الخمسينيات.
مكونات الاستراحة
يقول فرج أن الاستراحة تتكون من طابقين الدور الاول كان مكتبه خاصة للدكتور طه حسين وغرفه متسعه والطابق الثانى غرفتين وصالة للمعيشه، ولفت أن هناك بعض الترميمات جرت على الاستراحة فى الأيام الماضية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة