يعد ميدان الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى، أحد أهم الميادين بمحافظة المنيا، فهو رمزا التحدى والصمود والنجاح، وتحول ميدان طه حسين الذى يقع على كورنيش النيل بين ديوان عام محافظة المنيا ومكتبة مصر العامة، إلى ملتقى الشباب والكبار والصغار يأتون إليه ويلتقطون الصور التذكارية،ليس هذا فحسب بل أصبح معلما تصويريا كبيرا للعرائس ليلة الزفاف، فلا يخلو الميدان من حفلات الزفاف، التى تأتى لالتقاط الصور والبهجة قبل العودة المنازل .
ميلاد طه حسين
ولد الدكتور طه حسين فى عزبة الكيلو بالقرب من مدينة مغاغة وكانت عائلته ميسورة الحال، إلا أنه أصيب بمرض فى عينه تسبب له فى فقدان البصر، وفقد طه حسين الأمل فى الرؤية من جديد، وهذا دفعه للالتحاق بكتاب القرية بناء على رغبة والده،ثم أكمل تعليمه فى الأزهر وكان أحد تلامذه العديد من المشايخ المشهورين فى ذلك الوقت.
رحلة طه حسين
لم تكن رحلة طه حسين هادئة إنما كانت تمتاز بالوحدة والإصرار حيث التحق بالجامعة المصرية، وكانت رسالة الدكتوراة عن أبى علاء المعرى، سافر بعدها بمنحة دراسية إلى أوروبا وأكمل دراسته فى جامعة مونبيله درس اللغات اللاتينية، واليونانية، والفرنسية، بجانب الأدب الفرنسى، ثم درس فى جامعة السربون بفرنسا.
وحصل هناك على شهادة الدكتوراه، وكانت رسالته عن ابن خلدون فى تلك الرحلة كان لابد من شريك يسانده فى حياته، فتزوج من سوزان برسوم التى كانت دافعا له بشكل كبير .
رحلة العودة إلى القاهرة
بعد ذلك المشوار الطويل عاد الدكتور طه حسين إلى القاهرة، وعندما عاد تقلد العديد من المناصب،حيث عمل مدرس لمادة التاريخ القديم بالجامعة ثم درس الأدب العربي،حتى أصبح عميدًا لكلية الآداب، ثم عضوًا فى مجمع اللغة العربية، قبل أن يصير رئيسا لجامعة الإسكندرية، وقد تم تعيينه وزيرا للمعارف من عام 1950م إلى 1952م.
وقد كانت حياته ثرية بالعديد من الجوائز التى حصل عليها ومنها جائزة الدولة للأدب، ومنح وسام قلادة النيل، فضلًا عن رئاسته مجمع اللغة العربية، ونيل شهادة الدكتوراه الفخرية، من جامعة مدريد، ورئاسته مجلس اتحاد المجامع اللغوية فى العالم العربي، كما رشحته الحكومة المصرية مرتين لنيل جائزة نوبل، ومثل مصر فى مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية فى مدينة فلورنسا بإيطاليا سنة 1960، وانتخب عضوًا فى المجلس الهندى المصرى الثقافي، واختير عضوًا محكمًا فى الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية.
العقاد وطه حسين فى تونا الجبل
لم ينس طه حسين بلده التى ولد فيها محافظة المنيا، وتحديدا عزبة الكيلو، لكنه اختار تونا الجبل لتكون استراحته هناك يستقبل فيها الزائرين ويقضى أوقاته بين العمال البسطاء بالإضافة للأديب الكبير عباس العقاد .
يقول فرج الجهمى مدير مكتب تنشيط السياحة فى ملوى،أن منطقة أثار تونا الجبل بملوى حظيت بشهره واسعة فى ثلاثينيات القرن، نظرا للاكتشافات الأثرية بها ولوجود عميد الأدب العربى طه حسين بها له صدى كبير ومكانه لدى رجال وأهل الفكر والأدب العربى، حيث حدثهم عنها وعن ايزادورا والتاريخ اليونانى وبالتالى جاء الكثير منهم إليها لزيارتها وزيارة صديقهم عميد الأدب العربى.
وأضاف كانت لهم مايشبه الصالون الفكرى فى استراحته بالمنطقه حيث الهدوء والجو الرائع فى ليالى الصيف،وأصوات الكروان وجمالها فى الشتاء والعدد الكبير من عمال الحفائر وبيوت العمال، وخاصة أهل الصعيد والبدو والعادات والتقاليد وبعض الاجانب،الذين يعملون مع دكتور سامى جبره فى هذا الوقت كانت تونا الجبل خلية نحل.
وكان الدكتور طه حسين يقيم حفلات السمر فى المساء بمعرفة العمال واهل المنطقه وحفلات الانشاد الدينى والفن الشعبى وكان يذبح لهم ويقدم لهم العشاء باللحوم والفته ويسمع منهم بعض القصص القصيره التى حدثت لهم او من التراث الشعبى القديم.
وفاته
بعد رحلة طويلة مليئة بالمشقة والإنجاز والنجاحات توفى طه حسين، فى يوم الأحد 28 أكتوبر 1973م عن عمر يناهز 84 عام لتظل حياته التاريخية والأدبية شاهدا لكل العصور ومرجعا لكل مثقف ودارس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة