يشهد اليوم الأحد ظاهرة تسمى الانقلاب الصيفى، وفيه تصل الكرة الأرضية نقطة الانقلاب الصيفى فى مدارها حول الشمس، حيث تصل إلى أقصى شمالها فى السماء وستكون مباشرة فوق مدار السرطان عند خط العرض 23.44 درجة شمالًا، وهو أول أيام فصل الصيف فلكياً، ويذكرنا ذلك بميلاد سيدنا يحيى، عليه السلام، حسب الكتاب المقدس، الذى ولد فى أطول نهارات الصيف.
كانت من ضمن القضايا الكبرى التى ناقشها المسيحيون هى البحث عن عمر السيد المسيح عليه السلام، وبالتالى اعتمدوا على نصوص منسوبة لـ يوحنا المعمدان، الذى هو فى التراث الإسلامى "سيدنا يحيى بن زكريا عليه السلام.
حيث يرى البعض أن ميلاد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر، وذلك حسب الاتفاق الذى حدث فى مجمع نيقية عام 325م، حيث يكون عيد ميلاد المسيح فى أطول ليلة وأقصر نهار (فلكياً)، والتى يبدأ بعدها الليل القصير والنهار فى الزيادة، إذ بميلاد المسيح (نور العالم) يبدأ الليل فى النقصان والنهار (النور) فى الزيادة، هذا ما قاله القديس يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "ينبغى أن ذلك (المسيح أو النور) يزيد وإنى أنا أنقص" (يوحنا 30:3)، ولذلك يقع عيد ميلاد يوحنا المعمدان (المولود قبل الميلاد الجسدى للسيد المسيح بستة شهور) فى يونيو وهو أطول نهار وأقصر ليل ويبدأ بعدها النهار فى النقصان والليل فى الزيادة.
يقول الكتاب المقدس
جاء عنه فى الإنجيل المقدس: "أما أليصابات فلما تم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها، ولما كان فى اليوم الثامن جاءوا لختنوا الصبى ودعوه باسم أبيه زكريا، فقالت أمه لا بل يسمى يوحنا، فقالوا لها ليس أحد فى عشيرتك تسمى بهذا الاسم، ثم أشاروا لأبيه ماذا يريد أن يسميه فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا، فتعجب الجميع لأنه فى الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله وتنبأ عن ابنه أنه سيدعى نبيا للعلى وينطلق أمام وجه الرب ليعد طريقه (لو 2: 57 – 76).وفى القرآن الكريم
ورد اسم النبى (يحيى) عليه السلام فى القرآن الكريم ستَّ مرات، وجاء ذكره فى أربع سور قرآنية: آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء. وجاء الحديث الرئيسى عنه فى سورة مريم عليها السلام.
البداية فى بشارة زكريا بولادة يحيى عليهما السلام، بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ويأس من نعمة الولد، يقول تعالى: "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى" (مريم:3)، ففضلاً عن هذه البشارة الخارقة للعادة، وما تحمله من سرور وغبطة، فقد دلت الآية الكريمة على أن هذه التسمية إنما هى من الله تعالى، ولم تكن من زكريا ولا من غيره، وفى هذا تشريف له وتكريم.
ثم بعد هذه البشارة الخارقة والتشريف الفائق، يتوجه الخطاب القرآنى مباشرة إلى يحيى عليه السلام، وذلك قوله سبحانه: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" (مريم:12-15).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة