كان ولى العهد فى حملة عسكرية فى ليبيا، وفى تلك الأجواء، بلغه نبأ اغتيال والده الملك أمنمحات الأول، وكما تذكر قصة سنوهى أن أمنمحات الأول أرسل جيشًا إلى أرض التحمو، تحت رئاسة ابنه سنوسرت الأول الذى ذهب للسيطرة على البلاد الأجنبية وأسر سكان التمحو، وأثناء عودة الأمير ومعه الآلاف من الأسرى وكل أنواع الماشية بأعداد لا حصر لها من تلك البلاد، تم إرسال عدد من رجال القصر الملكى المخلصين إلى الأمير سنوسرت لإخباره بما حدث.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون"، للدكتور حسين عبد البصير، كان أمنمحات الأول عسكريًا ذكيًا للغاية، يجيد قراءة الأحداث والتنبؤ بالمستقبل، فأشرك ابنه وولى عهده سنوسرت معه فى الحكم فى العام العشرين من حكمه، وكانت هذه من أوائل حالات الاشتراك فى الحكم فى مصر الفرعونية.
وكان سنوسرت الأول من أقوى فراعنة الأسرة الثانية عشرة، وواصل سياسة والده وطبق نصائحه فى تعاليمه له، فقام بالتوسع فى بلاد النوبة بشكل كبير، وقام بحملتين عسكريتين فى العامين العاشر والثامن عشر من حكمه، وحدد حدود مصر الجنوبية الرسمية بالقرب من الجندل الثانى وأقام هناك حامية عسكرية، ونصب لوحة تذكارية تمجد انتصاراته العسكرية هناك.
سنوسرت الأول
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، لم يكتف هذا الفرعون النشيط عسكريًا بهذا، بل قام بإرسال حملة عسكرية إلى الواحات الغربية، ونجح في بناء علاقات دبلوماسية وطيدة مع أمراء المدن السورية والكنعانية، وكما كان سنوسرت الأول ملكًا نشيطًا عسكريًا، كان ملكًا بناءً عظيمًا أيضًا، واستخدم القوة العسكرية من أجل تنفيذ برنامجه المعماري الضخم والطموح عبر الأرض المصرية، فنراه يرسل بعثات تعدينية تحرسها القوى العسكرية كى تجلب له المواد التى تحتاج إليها أبنيته المعمارية الضخمة، وها هو يرسل البعثة تلو الأخرى إلى أرض الفيزوز، أرض سيناء الغالية، والتى هى جزء غالٍ من أرض مصر المباركة منذ أقدم العصور ومنذ أن خطّ الإله أول كلماته، وكانت منطقة وادى الحمامات فى صحراء مصر الشرقية من المناطق التى كان يرسل إليها سنوسرت الأول البعثات التعدينية محاطة بقوى مصر العسكرية الساهرة على حمايتها.
سنوسرت الأول
وأضاف كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون"، أن الملك سنوسرت الأول بنى العديد من المقاصير والمعابد عبر الأرض المصرية وبلاد النوبة، فبنى معبد الإله آتوم فى منطقة هليوبوليس، "عين شمس والمطرية فى شرق القاهرة حاليًا"، والذى كان مركزًا أساسيًا لعبادة الشمس فى مصر الفرعونية، وأقام فى هذا المعبد مسلتين من الجرانيت الأحمر المجلوب من محاجر أسوان البعيدة، وما تزال مسلة واحدة منهما قائمة إلى الآن في مكانها، وذلك للاحتفال بالعيد الثلاثيني لجلوسه على عرش مصر الأرض الطيبة، فضلاً عن بناء مقصورته البيضاء الشهيرة في معابد الكرنك في مدينة الأقصر لنفس الغرض.
سنوسرت الأول ملكى عسكرى محنك تربى في مدرسة أبيه أمنمحات الأول، فتعلم منه الكثير وكان حذرًا وحريصًا، ونجح فى أن يفلت من مصير والده، وزاد عن والده بأن أقام برنامجًا معماريًا ضخمًا طموحًا فى طول وعرض أرض مصر وبلاد النوبة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة