أول ملوك مصر المحاربين هو الفرعون حور عحا أى "الصقر المحارب"، الذى يُظهر اسمه طبيعة الفترة التى عاش فيها، وأطلق عليه اسم "منى" أو "مينا" بمعنى "المثبت" أى الذى ثبت أركان الوحدة المصرية، وشهد هذا الملك في فترة حكم والده الملك "نعرمر" أو نارمر آخر ملوك عصر الأسرة صفر، عصرًا طويلاً من الصراعات السياسية والعسكرية عبر الأرض المصرية ككل.
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون"، للدكتور حسين عبد البصير، الملك حور عحا أو مينا هو أول ملوك مصر، وهو الذى وحد القطرين وأنشأ الدولة المركزية فى حوالى عام 3200 قبل الميلاد، وكانت القوة العسكرية فى عهد هذا الملك المؤسس تقوم على توحيد أرض مصر تحت قوة واحدة وتحت راية واحدة والدفاع عن الحدود المصرية ضد أى عدوان خارجى، مع بسط نفوذ مصر فى الجنوب في بلاد النوبة وفى الشمال الشرقي في بلاد الشام.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، كما يشير نقش على بطاقة مصنوعة من العاج من منطقة أبيدوس فى محافظة سوهاج فى صعيد مصر إلى حملة عسكرية قام بها الملك حور عحا ضد بلاد النوبة، وتمت تسمية هذا العام بـ "عام السيطرة على إقليم "تا-ستى (أى بلاد النوبة)"، وتوضح بقايا آنية من منطقة عين باصور فى جنوب فلسطين أن هذه المنطقة كانت مركزًا نشيطًا فى فترة حكم هذا الملك، وأنه كانت هناك مراكز عسكرية وإدارية مصرية فى هذا الجزء من جنوب فلسطين لحماية وتأمين طرق التجارة المصرية.
ولفت كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون"، إلى أنه امتد الملك حور عحا بحدود وسيطرة ونفوذ مصر إلى منطقة جبيل في جبل لبنان على الساحل الفينيقى، وأمدتنا مقبرة الملك حور عحا، ضمن مقابر ملوك الأسرة الأولى بأبيدوس، ببقايا أوان من جنوب بلاد الشام.
وأكد الدكتور حسين عبد البصر، أن الملك مينا فرعون قاتل من أجل نشأة أمة وتأسيس دولة، وتلك هى مصر المحاربة التي علمت العالم مبادئ العدل والحق والقوة وعدم العدوان والدفاع عن الأوطان منذ فجر التاريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة