لا يمكن لعينك أن تحيط بسهولة بالجمال الذى تحتويه لوحة "وجبة الغداء فى القاهرة" للفنان البريطانى جون فردريك لويس، فهى حافلة بالبهجة، وقد استطاع الفنان أن يعبر عن كل ذلك من خلال الناس والأشياء والألوان.
ويبدو أن اللوحة تعبر عن إحدى البيوت الكبرى، والتى قد يكون الفنان دعى إلى زيارتها، حيث نرى سادة ونرى خدما، ونرى حياة صاخبة فى فناء البيت، ورغم أن الوجبة من الواضح أنها خفيفة بالفعل وأنها تحتوى قدرا كبيرا من الفاكهة، وكثيرا من المرح الذى نلمحه على وجوه الجميع، والذى قد تجاوز العلاقات الطبقية بين من يجلسون للأكل ومن يخدمونهم، وربما هذا ما لفت انتباه الفنان الإنجليزى، فمثل هذه المشاعر المتبادلة لم تكن معروفة فى المجتمعات الغربية.
وتقول مدونة "خواطر وأفكار" عن الفنان وعلاقته بمصر، كان جون فريدريك لويس (1805-1876) رسّاما انجليزيا مشهورا، وهو معروف، أساسا، بسلسلة لوحاته التى استلهمها من فترة إقامته فى مصر والتى دامت عشر سنوات.
وكثيرا ما توصف تلك الصور بأنها تجسيد حى للمَشاهد الواقعية التى رآها الرسّام أثناء إقامته فى القاهرة.
وبعض النقّاد يشيرون إلى أنه كلّما تمعّنت فى لوحات لويس تلك، كلّما أدركت أنها ليست فقط عن الآخر، أى عن الحياة فى مصر فى منتصف القرن التاسع عشر، بقدر ما هى أيضا عن الذّات، أى عن الرسّام نفسه، السرد فى هذه الصور أكثر من الدراما الشرقية.
ورؤية لويس عن مدينة القاهرة وأهلها تظهر واضحة فى لوحاته على عدّة مستويات. فهى من ناحية، ذكرى عن ماضى الرسّام كفنّان مغترب، كما أنها انعكاس لدوره كوسيط ثقافى بين الحضارتين الشرقية والغربية اللتين عاش فى إطارهما.
زار جون فريدريك لويس القاهرة فى زمن كانت فيه الثقافة الإسلامية تكشف عن نفسها للأوربّيين لأوّل مرّة، وباستثناء لوحته "نساء فى القاهرة"، فقد رسم كلّ لوحاته المهمّة عن تجربته فى مصر بعد أن غادرها، أى فى السنوات الخمس والعشرين التى سبقت وفاته فى عام 1876، والعديد من تلك اللوحات التى نفّذها بعد عودته إلى انجلترا رسمها من تجاربه ومن ذاكرته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة