يرتبط حمل الشومة والنبوت بحقبة من زمن الفتوات، وترتبط تلك الأداة بقوة حاملها خلال تلك الفترة التى اختفت مع انتهاء زمن الفتوات لكن بيع الشومة يجد رواجاً فى أسواق الصعيد، وخاصة فى القرى، وتعتبر أداة وسلاحا لحاملها يدافع بها عن نفسه.
وتعتبر الشومة والنبوت، صديقا ملازما للكثير فى كافة قرى الصعيد، وخاصة محافظة قنا، فهى أداة للدفاع عن حياتهم، وتمثل السند في مرحلة كبر السن، وتظل الشومة أرشيفا يرتبط بكل شخص تعامل بها خلال سنوات حياته، وتجسد قدرتها على حمايته واستخدامها نوع من الوجاهة خاصة فى المناسبات والأفراح الشعبية، والتى تدفع حامله للعب بها مجاملة لعٌرس صديقه، بجانب حفاظها بعرش الألعاب التقليدية الإجبارية في صعيد مصر وممارسة لعبة التحطيب.
ينتشر بائعو العصا والنبوت فى الأسواق الشعبية، وخاصة فى القرى لأنهم أكثر من يحرصون على شرائها فهى تمثل قيمة كبيرة عند كبار السن، والشباب يحملها كنوع من التفاخر، والنبوت أو الشوم، وهى أداة مصنعة من الخرزان غليظة مستقيمة ضخمة يوجد فى نهاية طرفها كتلة مستديرة من جلود العجول، يوضع بها مسامير صغيرة "دبوش "ضغط حتى تساعد أن تكون الضربة قوية، وكثيراً ما ارتبطت الشومة بالأعمال الدرامية فى الصعيد نظراً لأنها كانت شاهدة على حقبة من الزمن، استخدمها أهالى قرية البارود فى محافظة قنا فى حربهم ضد الفرنسيين، بجانب استخدام شيخ العرب همام خلال حربه مع المماليك.
الطيب جاد الشاب الثلاثيني، يقف فى منطقة "البطحة" بمركز قوص جنوب محافظة قنا، لبيع النبابيت وعصي الخشب والخيزران قائلاً:" إن بضاعته يتم استيرادها من الخارج، وحملها يرتبط بزمن وحقبة تراثية كبيرة فى المقام الأول وخشب النبابيت مستورد من أوروبا، وعصي الخيزران تأتى ايضاً من الخارج، ويقتصر دور البائع أو الصانع على تشكيلها بثني طرفها أو تهذيبها أو تجميلها عن طريق وضع جلود عليها، تثبيت أشكال ورسومات ترمز إلى قوة حاملها.
وأضاف: مهنة والدي وجدي بيع الشوم، وأنا ورثتها عنهم والشوم والنبابيت والعصي يوجد منها أنواع مختلفة الأحجام، والضرب بها كفيلة لقتل شخص وشق الرأس إذا تلقى ضربة فى الرأس، وحملها أفضل من حمل السلاح والغرض منها الدفاع فى حالة تعرض الشخص لإيذاء من اللصوص أثناء سيره فى الطريق، فضلاً أن حملها يحمل نوعا من الوجاهة، وتزيين الشومة والنبوت يكون وفق رغبة الزبائن وكل بسعره، والشومة التى يرغب صاحبها فى تركيب جلود يأتى لا اختيار الشكل واستلامها فى اليوم التالى.
وواصل بائع الشوم والنبوت:" إن بعض الزبائن لن يستغنوا عن بضاعته، وأذهب يوم سوق الأثنين المخصص لبع الماشية، وعجول الثيران تكون هائجة، وصاحبها يقدم على شراء الشوم والنبوت للسيطرة عليها أثناء عملية إنزالها للسوق أو قيام شخص بشرائها يجب أن يحملها للحفاظ والسيطرة على البهيمة، وفى الصعيد حمل الشوم والنبوت له استخدامات أخرى وهو حماية صاحبها من هجوم الحيوانات، خاصة أثناء سيره فى الحقول الزراعية، ويستخدمونها فى قيادة الدواب التى يستقلونها ولا يستطيع التحرك دونها، وأن الأسعار تصل تبدأ من 30 أو 40 جنيها حسب الخامات.
ويعتبر حمل العصا في صعيد مصر نوع من العادات والتقاليد المتوارثة والتي ترتبط بمبارزات التحطيب، التي تبدأ بإلقاء اللاعبين التحية والدوران حول بعضهما ثم التصارع بالعصا وتنتهي بهزيمة من تسقط عصاه من يده، ويعود ارتباط المصريين القدماء بالعصا إلى عصر الفراعنة وتظهر فى العديد من المعابد القديمة مثل معبد الكرنك عبر نقوش لأفراد يتمرنون على القتال بالشوم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة