عمائم وعجائز شباب صغاراً وكباراً يقفون أمام بضاعته الذى قام بوضعها على الحوائط فى صُفُوف مُتراصة، داخل سوق دشنا شمال محافظة قنا، ممارساً عمله كل أربعاء على مدار 20 عاماً فى السوق لعرض بضاعته من الشوم والخرزان والنابوت القنائى المتنوع، ففى الصعيد تجد تلك البضاعة رواجاُ، خاصة أنها تعكس الطبيعة الصعيدية وأجواء الزراعة.
اقتناء "الخرزان والنابوت والشوم" له عدة استخدامات عند بعض الأشخاص فهناك من يستخدمها للحماية وخاصة فى المجتمع القنائى خاصة فى الطرق الزراعية والتى تشتهر بزراعة قصب السكر، والتى تختبئ فيها الذئاب والحيوانات المفترسة قبل حصد المحصول، وهناك من يستخدمها أثناء ركوب الدواب، كما أن لعبة التحطيب المشهورة فى صعيد مصر يتم اللعب بها بواسطة الخرزان والشوم والعصى، وقد يلجأ إليها كبار السن لمساعدتهم أثناء السير فى الطرقات. واقتناء الشومة والخرزان عادة يشتهر بها الرجال فى مراكز محافظة قنا، خاصة عند بعض الشباب وكبار السن فهى نوع من الوجاهة ورمز للقوة للشخص الذى يقتنيها ويضاف إليها بعض أنواع جلود البهائم وشعر الحصان، ويتم وضعها فى مقدمة العصا أو فى أسفلها وهو نوع من الزينة التى تضاف لبعض الراغبين.
بائع الخرزان والشوم بقنا
الحاج حربى شوقى، 50 سنة، أقدم بائع "الشوم والخرزان والنابوت" يقول: "ليا فى الشغلانة فترة كبيرة وصلت إلى 20 سنة، كنت فى البداية أتنقل بين القرى والمراكز لبيع العصا، لكن الخرزان وزنه ثقيل فتوقفت حتى خصصت مكان داخل سوق دشنا أتواجد فيه يوم الأربعاء أسبوعيا لبيع منتجاتى ونظرا لأن الصعايدة يحرصون على اقتنائها سواء بغرض أو بدون أسباب، فهى شئ أساسى بالنسبة لهم.
وأضاف:" الشوم مصنوع من خشب يزرع فى بولندا وإيطاليا وهو فى الأساس بيستخدم لتأمين الأشخاص من اللصوص، لأن الضربة منه بموته، لكن فى اقبال على النابوت والشوم المصرى وهى أخشاب من أشجار الكافور والجميز ويتم تقطيعها من تلك الأشجار وإدخال عليه بعد التعديلات بتنظيفها حتى تصبح جاهزة للعرض وللبيع وأسعار الخرزان أغلى فى الثمن من النابوت والأخشاب التى تصنع فى مصر.
الشوم والخرزان المصرى والمستورد بقنا
وقال: الأسعار غير متقاربة بالنسبة للخرزان والشوم المصرى والمستورد، وأسعار المصرى تبلغ قيمتها من 30 إلى 50 جنيه، لكن الخرزان الإيطالى يبلغ ثمنه من 100إلى 150 جنيها، نظراً لأنه يمتاز بالصلابة عن المصرى.
وتابع: تنشط عملية البيع فى الأوقات التى يكون فيها سباق التحطيب والمرماح القنائى، ولعبة التحطيب تتعرض فيها الشوم والعصى للانكسار نظرا لأن اللعبة تعتمد فى الأساس على الاشتباك بين شخصين، ويوجد فيها خسائر وتهالك من قوة اللعب.
وأختتم حديثه: العصاية سلاح الصعيدى وفى ناس لا تستطييع التخلى عنها، ومش كل إلى مسك عصاية بقى زعيم، العصا رمز للقوة والشخصية، وزمان كان الفتوات هم أكثر فئة تقبل على حمل العصا وتظل الدليل الملموس على هذه الفترات التى شهدتها، وتطورت حتى أصبحت موروث عن الصعايدة، واليوم استخدمت فى بعض الأعمال الفنية خاصة أداء الفن الفلكورى والشعبى فى الفرق الموسيقية، وقد اشتهرت فرقة رضا باللعب بالعصا، فى الفقرات التى يؤدونها.
أشخاص أثناء شراء الشوم والعصى بقنا
عم حربى يعرض بضاعتته بسوق دشنا
الشوم الصعيدى عادة يحرص على أقتنائها القنائيون
شباب يحملون عصا بعد شرائها
الشوم بسوق دشنا
شاب يحمل عصا بعد شرائها
عم حربى يقوم بقطع أجزاء من الشومة قبل بيعها
أثناء عرض الشوم القنائى
الشوم والعصى فى سوق دشنا
أقدم بائع للشوم والعصى بقنا
الشوم القنائى والمستورد
الشوم والعصى القنائى
شخص يشترى شومة فى سوق دشنا
شابان يحملان الشوم بقنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة