أكرم القصاص

كورونا.. رعب تجاوز خيال السينما يغير النفوس والأنظمة بسرعة وعنف!

الخميس، 02 أبريل 2020 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شكل العالم بعد كورونا ليس هو قبله، هناك توقعات بتغيير لكن توقيت «ما بعد» نفسه يصعب تحديده فى ظل تضارب آراء الباحثين والخبراء والأطباء، منهم من يقول إن الفيروس سوف يستمر فى الصيف، ومنهم من يرى أنه سيختفى فى الصيف ويعود فى الشتاء، ومن يرى أنه ربما يتوطن ويصبح مزمنا لفترة قبل التوصل إلى علاج.
 
كل لحظة تتغير تأثيرات كورونا فى العالم، ولم يعد هناك موضوع آخر للمناقشة بين الناس وكلما فكر ملايين البشر فى الهروب أثناء العزول من سيرة كورونا يعودون إليه، ومع حجم وشكل التحول فى تأثيرات الفيروس عالميا، لا شك أن ملايين المواطنين فى العالم ممن قضوا ليالى فى الحجر هربا من الفيروس، سيغادرون الحجر وقد تغيروا أو بعضهم على الأقل سوف يواجه واقعا مختلفا. خاصة هؤلاء الذين راوا أصدقاء ومعارف وأقارب يرحلون بلا وداع، أو توطن نوع من الرعب لدى قطاعات ما تزال تواجه واقعا لم يسبق وأن تعاملوا معه. ومن عاصر وباء الأنفلونزا الإسبانية يعدون على أصابع اليد، وأيضا من شاهد الحرب العالمية الثانية، هم ممن ترشحهم التوقعات للإصابة والموت.
 
أكثر الأجيال الحالية لم تعاصر الحرب العالمية، ولم تشاهد كوارث بهذه العالمية، لكنهم يواجهون كورونا ويقول لهم بعض الخبراء والساسة إنه الأخطر خلال ثلاثة أرباع قرن، وبالتالى فلا يستبعد أن تواجه المجتمعات المعزولة اليوم أو التى تواجه الموت والخطر، آثارا سوف تبقى وتصنع أنواعا من التعقيدات النفسية وربما العقلية، وهى صور كانوا يشاهدونها فقط فى أفلام الرعب والفانتازيا، التى كانت تنتهى عادة بانتصار البطل وانتهاء الأزمة مع الكثير من الجروح.
 
 اليوم لا يوجد بطل خارق، لكن هناك عشرات وربما مئات العلماء والأطباء يواجهون الفيروس بصبر وبطولة، وهم ليسوا أبطالا خارقين لكنهم علماء تتعلق بهم ملايين الأرواح، يواجه المجهول، لكن الفيروس غير المرئى يزحف ويلتقط الأرواح، والرعب فيه أضعاف مضاعفة، فى عصر لا شىء فيه يمكن حجبه أو إخفاءه بل إن الموت والوداع يجرى على الهواء. 
 
لقد دمر فيروس كورونا الكثير من المسلمات، وبعد أن كانت هناك حالة من الاطمئنان والسيطرة بدا الأمر خارج نطاق التحكم، هجمات الفيروس تتم بتوحش فى إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإيران، ويكفى تأمل خطابات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال خمسة أسابيع تغيرت اللهجة، وقال ترامب حتى منتصف فبراير، إن كل الأمور تحت السيطرة، كما سبق له وقلل من خطر الفيروس لكنه فى خطاب أمس الأول الثلاثاء قال «استعدوا لأيام سوداء»، وبالفعل تتابعت التقارير عن إصابات ضربت جنود فى حاملة الطائرات ونجوم مجتمع ورجال أعمال، وبدا الأمر أقسى من فيلم رعب.
 
لقد كانت الشركات ورجال المال يرسمون خطط ما بعد كورونا، مع فرضيات بأسابيع أو شهر على أكثر تقدير، لكنهم ألغوا الخطط، توقفت حركة السفر السياحة والنقل والتصدير والاستيراد. خسائر بمئات المليارات، لكل الدول والأطراف.
 
وحتى الحياة الروتينية المملة وأصبحت من الماضى، اختفت لتحل مكانها إجراءات حظر تحبس مئات الملايين فى بيوتهم، ومن دون قرار هناك ملايين يختارون الهرب، وهم يعرفون أنباء الإصابات والتغيرات.
 
هناك تغيير سيحدث، لكن من الصعب توقع شكله، لأنه يرتبط بما يجرى خلال الأسابيع القادمة، لقد بدأ البعض فى رسم سيناريوهات التغيير فى العالم بعد الفيروس، لكنها تكهنات لا تضع فى اعتبارها ما سوف يجرى، الفيروس سوف تكون له تأثيرات سياسية واسعة، ستطيح بقيادات، وتسفط أنظمة، وتغير من خطط العولمة التى جرى وضع تصوراتها طوال ثلاثة عقود، أما الشكل النهائى فمتروك للفيروس نفسه. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة