في إجراء احترازي جديد لمواجهة فيروس كورونا المستجد أعلنت الطوائف المسيحية ببيت لحم إغلاق كنيسة المهد لمدة 14 يوما لتعقيم الكنيسة وهو الأمر الذى أثار ردود أفعال بين المسيحيين خاصة وإنه يأتي بعد أيام من إجراء مماثل اتخذته السلطات السعودية التي أغلقت الحرم المكي ومنعت أداء العمرة للمواطنين والمقيمين والقادمين.
القمص سيلا عبد النور كاهن كنيسة العذراء بمدينة السادس من أكتوبر وصف قرار غلق كنيسة المهد بالحكيم مؤكدا إن الإيمان لا يعني تغييب العقل وتعريض النفس البشرية للخطر مضيفا: الجهل هو الذى يقود الإنسان إلى التهلكة بينما الإيمان يعلي من قيمة الإنسان ويحفظ له صحته.
وقال القمص في تصريحات خاصة لليوم السابع: استمرار فتح كنيسة المهد يعتبر تهورا ولا علاقة له بالإيمان المسيحي في حالة وجود خطورة على أرواح المصلين مشيرا إلى أن كنيسته وزعت قائمة بالتعليمات على المؤمنين الذين يحضرون صلوات صوم القيامة التي بدأت الأسبوع قبل الماضي.
بينما أكد أديب جودة الحسيني حامل مفاتيح كنيسة القيامة بفلسطين في اتصال هاتفي مع اليوم السابع، إن الصلوات مستمرة بالكنيسة التاريخية حتى اللحظة مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب تفشي الوباء مشيرا إلى أن الكنيسة تنسق مع السلطات الإسرائيلية ووزارة الصحة من أجل إتباع الإجراءات الوقائية خاصة بعد بدء صلوات صوم القيامة.
الإيمان ليس ضد العقل
فيما نقلت وسائل إعلام عالمية اليوم ساحة المهد في مدينة بيت لحم ظهرت شبه خالية بعد أن أغلقت أبواب الكنيسة الخميس الماضي في حين وضع شرطي كمامة بيضاء لينظم حركة السير التي تباطأت بشكل كبير أثر الكشف عن إصابة سبعة فلسطينيين بفيروس كورونا المستجد.
وقال الأب عيسى ثلجية من رعية الروم الارثوذكس في تصريحات صحفية"كنت آخر الخارجين من كنيسة المهد وتم إغلاقها بعد خروجي، مؤكدا إن الهدف من إغلاقها هو تنظيفها وتعقيمها حتى لا يقع ضرر لأي شخص خاصة في فترة الصوم الأربعيني المقدس
واعتبر القس إن القرار يأتي لحماية سكان المدينة المقدسة والزوار والمصلين القادمين من كافة بلاد العالم في فترة صوم القيامة المقدس
فيما قال الأب أسباد باليان من الكنيسة الأرمنية "سيتم رش الكنيسة بالمواد المطهرة وإغلاقها مدة 14 يوما، وسنصلي في الأديرة".
وتعتبر كنيسة المهد وجهة سياحية مهمة للمسيحيين من جميع أنحاء العالم، يقصدونها لزيارة المغارة التي تقول الأناجيل إن المسيح ولد فيها.
كانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي كيلة أعلنت إصابة 7 فلسطينيين بفيروس كورونا المستجد في بيت لحم وقالت إنهم الآن قيد العلاج في الحجر الصحي، وقد منعت المدينة استقبال السياح في الفنادق بعد أن وضعت أحد فنادقها تحت الحجر الصحي إذ تبين إصابة بعد النزلاء فيه ومنعت الشرطة الدخول إلى تلك المنطقة أو مغادرتها حفاظا على صحة السكان والسياح على حد سواء
جدير بالذكر إن فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض فيروس كورونا كوفيد-19.
وتتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض. ويتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص. وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19 حيث يعانون من صعوبة التنفس. وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفى نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من الحمى والسعال وصعوبة التنفس التماس الرعاية الطبية.
ويمكن أن يصاب الأشخاص بعدوى مرض كوفيد-19 عن طريق الأشخاص الآخرين المصابين بالفيروس. ويمكن للمرض أن ينتقل من شخص إلى شخص عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو الفم عندما يسعل الشخص المصاب بمرض كوفيد-19 أو يعطس. وتتساقط هذه القُطيرات على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص. ويمكن حينها أن يصاب الأشخاص الآخرون بمرض كوفيد-19 عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس عينيهم أو أنفهم أو فمهم. كما يمكن أن يصاب الأشخاص بمرض كوفيد-19 إذا تنفسوا القُطيرات التي تخرج من الشخص المصاب بالمرض مع سعاله أو زفيره. ولذا فمن الأهمية بمكان الابتعاد عن الشخص المريض بمسافة تزيد على متر واحد (3 أقدام).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة