أعلن علماء الجامعة الإقليمية فى مدينة بوشينو بالعاصمة الروسية موسكو، عن اكتشاف عفن يعود إلى العصر الحجرى الوسيط، في البحيرات المتجمدة بالقطب الشمالى قد يصبح دواء للسرطان، حيث أن الاختبارات أظهرت أن هذا العفن يفرز مادة تكبح بفعالية نمو الخلايا السرطانية.
ويقول الباحثون، إن الشىء المثير، هو أن هذا العفن يعيش منذ 120 ألف سنة في الجليد الأزلي وبقى بأعجوبة حيا حتى يومنا هذا، عثر العلماء الروس على هذا العفن واسمه العلمى (Penicillium thymicola)، وله خصائص فريدة في بحيرة cryopeg المتجمدة الواقعة تحت سطح الأرض.
وقد جلبه العلماء إلى المعهد في مدينة بوشينو ووضعوه فى غرفة درجة حراراتها ثابتة دائما (9 درجات مئوية) فيها أكثر من 20 ألف نوع مختلف من الفطريات والخمائر.
وتجدر الإشارة إلى أن الخصائص العلاجية للعفن معروفة منذ القرن الثانى، فالبنسلين مضاد قوى للميكروبات ويعتبر أفضل دواء للعديد من الأمراض، بما فيها الجنجرينا و الزهرى، ولكن لا توجد دراسات تؤكد فعالية العفن فى علاج الأورام السرطانية، حسب ما جاء بموقع روسيا اليوم ناقلة عن : فيستي. رو، وتمكن علماء معهد بوشينو من إثبات فعالية المادة التى يفرزها هذا العفن، حيث خلال يوم واحد تقضى على الخلايا السرطانية.
تقول مارينا زيمسكوفا، نائب مدير المركز العلمى - التعليمي في المعهد، "عملنا يشبه عمل الباحث عن حبيبات الذهب فى أطنان من التربة. أي نبذل جهدنا لاكتشاف الحبة التي لها خصائص فعالة ضد الأورام الخبيثة"، وتضيف هذه هي المادة موضع البحث، نضيفها إلى الخلايا السرطانية، ونتابع ما يجري فيها من تغيرات خلال 24 ساعة، وقد اتضح أن هذه المادة تقتل الخلايا السرطانية.
وتوضح: "هذه فطريات قديمة، قد تحتوى على مركبات جديدة، عند دخولها إلى الخلايا تمنع تكاثرها وتكبح قدرتها على التوغل عبر جدران الأوعية الدموية والانتشار في الجسم".
وعلى الرغم من النتائج الإيجابية للاختبارات الأولية، إلا أنه من السابق لأوانه القول إن العفن القديم هو دواء جديد لعلاج السرطان، لأن تاثير العفن فى الخلايا السليمة ليس ساما جدًاـ ومع ذلك يجب إجراء دراسات طويلة لتعليم العفن كيفية التأثير بشكل نقطي - فقط على الأنسجة المصابة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة