العالم الآخر غامض فليست كل التفاصيل واضحة، حتى أن الأسئلة كثيرة منها ما يتعلق بطرق التفاهم يوم القيامة، كيف يتحدث الناس، وكيف يتعاملون فى الحساب وفى الجنة أو النار بعد ذلك؟
من الملاحظ أن التراث الإسلامى كان مشغولا بلغة أهل الجنة أكثر من انشغاله بحديث يوم القيامة وذكر فى ذلك حديثا منسوبا إلى ابن عباس، لم يصحّ عن النّبى عليه الصّلاة والسّلام ورواه الطّبرانى فى مسنده رضى الله عنه عن النبى (صلى الله عليه و آله ) أنه قال "أُحبُّ العرب لثلاث: لأنى عربى، و القرآن عربى، و كلام أهل الجنة عربى".
وذكر ابن كثير فى تفسيره عند قوله تعالى فى سورة الشعراء "بِلِسَانٍ عَرَبِى مُبِينٍ" قال "واللسان يوم القيامة بالسريانية، فمن دخل الجنة تكلم بالعربية" رواه ابن أبى حاتم، وذكر ابن القيم فى كتابه (حادى الأرواح) قال: روى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: لسان أهل الجنة عربى. وقال عقيل: قال الزهرى: لسان أهل الجنة عربى.
ومن العلماء من قال إنّ لغة أهل الجنّة هى اللّغة العربيّة، ولغة أهل النّار هى اللّغة الفارسيّة والحقيقة أنّ كلا الرّأيين لا يصحّان وليس لهما شواهد وأدلة قطعيّة، وإنّما هى مجرّد استدلالات واستنتاجات لا ترقى إلى درجة اليقين
ويذهب البعض أن أهل الجنة ليسوا بحاجة إلى لغة للتفاهم، وأنهم يتواصلون فيما بينهم عن طريق الفكر وبمجرد المعنى، ولكن لمحل الأنس باللغة وكونها من مقتضيات التفاهم والتخاطب فى دار الدنيا، ولذا فإنهم فى دار النعيم يستعملون اللغة العربية أنساً بها على منوال استعمالهم الآنف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة