دينا شرف الدين

انخفاض الدولار و جشع التجار

الجمعة، 07 فبراير 2020 01:44 م


في ظاهرة لافتة للإنتباه ومثيرة للغضب، تعكس حالة من الجشع المتبجح ..ألا و هي أن سعر صرف الدولار الأمريكي في مقابل الجنية المصري قد بدأ بالإنخفاض تدريجياً، كدليل قاطع علي تحسن الأوضاع الإقتصادية بالبلاد ، ولكننا بالمقابل لا نلحظ أي انخفاض بسعر أي سلعة من تلك التي تضاعفت أسعارها علي إثر ارتفاع هذا الدولار ، حتي السلع المستوردة التي من المفترض أن تكون بأولوية القائمة و التي لم تتحرك للخلف قرشاً واحداً !.

 

نعم،فقد ثبت بالفعل أننا بمجتمع  لا يسير حسب المنطق و المقبول ، لكنه يسير في غالبية الأحوال عكس التيار .

فبعد تحرير سعر الصرف و تعويم الجنيه  ارتفع سعر الدولار في المقابل  بشكل سريع ، و في نفس الليلة و قبل أن تشرق شمس اليوم التالي إرتفعت الأسعار  إرتفاعاً كبيراً ، حتي  أنها قد فاقت و تخطت نسب ارتفاع  سعر الدولار !

 

إذ نري يومياً و بشكل مبالغ فيه التزايد الغير متوقف لأسعار كافة السلع دون شعور بالأمان و الإستقرار و لو حتي لمدة أسبوع واحد علي سبيل الهدنة لإلتقاط الأنفاس .

 

فأصبح كل منا عندما يذهب للتسوق الذي لا غني عنه و لا مفر منه و يفاجأ كالعادة بأن الأسعار أصبحت تتراقص علي أرضية مطاطية لا ثبات فيها و لا حدود تحدها ولا معايير تحكمها .

 

الغريب أن موجة الغلاء التي تبعت التعويم و ارتفاع سعر الدولار لم تتوقف حتي يومنا هذا علي الرغم من أن سعر الدولار قد انخفض عدة مرات و لم تعد هناك أسباب منطقية للجنون الذي أصاب التجار و المستوردين و المحتكرين  حتي وصل إلي صغار البائعين في أي مكان ليصيبهم بمرض جديد من نوعه تحول إلي وباء ينبغي التصدي له و القضاء عليه و هو الجشع المزمن !، ولم يعد قادراً علي ردع  أطماع هؤلاء المستغلين المتلاعبين بحاجات المصريين  لا حكومة و لا جهاز حماية مستهلك ولا وزارة  تموين .

 

حتي بعد تحسن الأحوال الإقتصادية و التي تجلت بالأشهر الماضية في إنخفاض قيمة الدولار الأمريكي في مقابل الجنيه المصري  بشكل يومي  يعد بدوره مفاجأة سارة أثلجت الصدور و منحت المصريين هدنة لإلتقاط الأنفاس  و آمال عريضة  بانقضاء الأزمة عما قريب و عودة تدريجية لإستقرار أسعار السوق .

 

و لكن :

للأسف  لم  يلتفت هؤلاء القتلة المتاجرين بأقوات المصريين إلي هذا التغيير الذي كان يستلزم علي الفور إنخفاض تدريجي للأسعار التي لا تكف يوماً عن التزايد الجنوني ، و كأن شيئاً  لم يكن .

و كأنها خطة ممنهجة لذبح  المواطنين و حرمانهم  بغض النظر عن الحجة الواهية التي تشدق بها هؤلاء للإستمرار في غيهم و هو جنون ارتفاع سعر الدولار ، و كأننا لا ننتج  أي شئ علي الإطلاق في السوق المحلية  و كله مستورد .

 

السادة المحتكرين :

شماعتكم التي تعلقون عليها أسباب جشعكم  و موت ضمائركم الوطنية و الإنسانية  ستتكسر واحدة تلو الأخري ، لكنكم صمُ  بكمُ  عُمي  لا ترون و لا تسمعون إلا أصوات  أطماعكم التي لا تنتهي  و أموالكم  التي  تتكدس  في حين يجوع  كل يوم  مزيداً من إخوانكم  إن كانوا كذلك من جراء أفعالكم  ، قاتلكم الله جميعاً أينما كنتم .

 

شعب مصر العظيم :

عليك بهؤلاء اللصوص ، فلتترك لهم  بضاعتهم  تركد و تبور و تنتهي صلاحيتها ، فخير وسيلة لردع  جشع الجشعين هي الإستغناااااء .

 

و تأكد عزيزي المواطن  أنك  الأقوي و أنك القائد للعملية برمتها ،

إحسبها صح  حتي يتصحح المسار المعوج ، فلا تترك أحد يتلاعب بك بل أنت من يمسك بزمام  الأمور ، و لا تكن مستهلكاً نهماً  و اترك  لهم  بضاعتهم  تبور .

 

أظن أننا الآن أمام  الصورة المكتملة  و التي سيخرج منها قريباً شبح الدولار  و يبقي  وحده بطلاً للموقف ، هو "جشع التجار".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة