حققت رواية "جود المغمور" التى تعد آخر رواية مكتملة لتوماس هاردى (1840 -1928) نجاحا ملحوظا فى الروايات العالمية، وصارت مرشدا للتعرف على أفكار المجتمع فى ذلك الوقت وقد نشرت أول مرة مسلسلة سنة 1894 قبل أن يعاد نشرها مجمعة فى كتاب واحد سنة 1895.
والشخصية المحورية فى الرواية هى "جود فاولى" شاب من الطبقة العاملة يأمل فى أن يدخل الجامعة، أما الشخصية الرئيسية الأخرى فهى قريبته وعشيقته سو (سوازن) برايدهيد، وقد ركزت الرواية على مواضيع الطبقية، التعليم الدين والزواج.
تحكى الرواية قصة جود فاولى الذى يعيش فى قرية بجنوب إنجلترا ويحلم بأن يصبح طالبا فى مدينة كرايتمنستر وهى مدينة خيالية شبيهة بأوكسفورد. فى صغره، تعلم جود بنفسه الإغريقية واللاتينية فى وقت فراغه، بينما كان يعمل فى مخبز عمته، لكن قبل أن ينجح فى تحقيق هدفه، التقى بـ"
أرابيلا دون" التى قامت بإغوائه.
وادعت أرابيلا فيما بعد أنها حامل، واضطر جود للزواج منها، هذا الزواج لم يدم طويلا، فسرعان ما اكتشف جود أن أرابيلا كذبت بخصوص حملها، وقرر الزوجان الانفصال، لتذهب أرابيلا برفقة أسرتها إلى أستراليا، بينما واصل جود دراسته للكتب الكلاسيكية، واتجه للعيش فى كرايستمنستر.
التقى جود فى تلك المدينة بقريبته، سوزان برايدهيد ووقع فى حبها، لكن سوزان ستتزوج فيما بعد بالسيد فيلوتسون، معلم جود السابق، رغم أنه يكبرها سنا، تندم سوزان بسبب الخطوة التى أقدمت عليها، وأن الشخص الذى تحبه فعلا هو جود وليس فيلوتسون، وتتخلى سوزان عن زوجها، وتذهب للعيش مع جود، ما يسبب فضيحة لزوجها ويجبره على التخلى عن عمله كمدرس.
بعد فترة تظهر أرابيلا من جديد فى حياة جود، لكنها فى الواقع عادت لتطلب الطلاق من جود حتى تستطيع الزواج من جديد، وتكشف أنها أنجبت ابنا من جود بعد ثمانية أشهر من افتراقهما كما تلح على جود لتحمل مسؤولية ذلك الطفل.
وعلى مر الأعوام، تنجب سوزان طفلين من جود. إلا أن بقاء الزوجين دون زواج يشوه من نظرة المجتمع لهما، فيخسر جود عمله وتلاقى العائلة صعوبات فى الحصول على منزل، وتصبح حياتهم أشبه بحياة الرحل، لا يستقرون فى مكان إلا غادروه، ليعودوا فى الأخير إلى مدينة كرايستمنستر.
وبعد مشقة تقبل سيدة بتأجير منزلها للعائلة، لكنها ترفض استقبال جود، تبقى سوزان مع ابنيها وابن أرابيلا، وتعترف له بأنها ستنجب ابنا آخر، يثور غضب ابن أرابيلا، إذ يعتقد أن مجىء طفل آخر سيسبب المزيد من المشاكل. فى اليوم الموالى يأتى جود لتناول الإفطار مع عائلته، ليجد الزوجان أن ابن أرابيلا قام بقتل أخويه، ومن ثم انتحر شنقا، تاركا ملاحظة "لقد قمت بهذا لأن عددنا كبير"، وعلى إثر الصدمة، تفقد سوزان جنينها.
تصبح سوزان أكثر تدينا، وتؤمن بأن ما حدث لها هو عقاب من الله، لأنها عاشت مع رجل دون زواج، وأن ابنيها غير شرعيين، فهى كانت ولا زالت زوجة فيلوتسون.
ورغم محاولات جود لمنعها، تصر سوزان على إعادة الزواج من فيلوستون، وهو قرار ستندم عليها كما ندمت المرة الأولى، تستغل أرابيلا الفرصة، لتجبر جود على إعادة الزواج منها. تكتشف أرابيلا أنها ارتكبت خطئا فادحا، فصحة جود تتدهور بشكل خطير، ويضطر لملازمة الفراش.
يذهب جود، رغم مرضه وفى يوم عاصف لرؤية سوازن فى البلدة التى تقيم بها مع زوجها، تعترف سوزان بحبها لجود، إلا أنها ترفض العودة إليه، وبدل ذلك تقرر الإخلاص فى القيام بواجباتها اتجاه زوجها.
يعود جود إلى منزله، وتسوء حالته. تعرض عليه أرابيلا أن تكتب لسوازن لتأتى وتزوره، لكنه يمنعها من فعل ذلك. يموت جود، فى حين أن أرابيلا سرعان ما تجد عشيقا جديدا، الطبيب الذى كان يعالج جود، أما سوزان فتواصل حياتها تعيسة مع زوجها لكنها تتظاهر بأنها تشعر "بالراحة" لأنها فعلت الشيء الصواب، وتعلق أرابيلا عند سماع أخبار سوزان بالقول وهى تنظر إلى نعش جود "إنها لن تعرف الراحة إلا إذا كانت مثل ما هو عليه الآن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة