تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الثلاثاء، العديد من القضايا الهامة، أبرزها مراجعة أحداث 2020، والتى شهدت العديد من التطورات الساخنة، بينما اتجه بعضهم نحو التنبوء بما سوف تخبئه الأقدار فى العام الجديد، وفقا لمعطيات دولية كثيرة على الساحة الدولية.
يوسف الدينى
يوسف الدينى: استشراف 2021.. هل ينتظر العالم تحولات جذرية؟!
قال الكاتب يوسف الدينى فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن قضية التحولات التى قد يشهدها العالم فى عام 2021، موضحا أن عالمنا اليوم الذي اعتدنا وصفه بـ"القرية الكونية" ضمن تعبيرات الاغتباط بالعولمة وتداعياتها، يقتبس هذه العبارة من الحكايا الشعبية السائرة، وهو يحاول فتح صفحة جديدة للعام الجديد في بداية انطباعية وتحقيب تفاؤلي يستجدي الزمن.
جائحة كورونا بقدر ما كشفت عن هشاشة العديد من الأنماط السائدة في التعاطي مع الملفات الكبرى، إلا أنها اليوم، والعالم يحاول التعافي والاستعداد لتحديات، بدأت بمعركة اللقاح ولن تنتهي مع ملفات الاقتصاد السياسي الذي سيهيمن على باقي التفاصيل وسيكون الأكثر تأثيراً فيما يخص تحولات النظم الاجتماعية وقضايا تعقيدات التعددية والسلم الأهلي ومفهوم الدولة والاستقرار والسيادة.
تحديات العالم وتوتراته في آن واحد ما بعد الجائحة محركها الأول الاقتصادات الكبرى في دول العشرين، وقدرتها على التناغم في الدفع بباقي دول العالم نحو التعافي من دون التأثير على نجاحاتها الذاتية واقتصاداتها الخاصة، وإذا ما أردنا تكثيف هذا العنوان الكبير في مثال حي يمكن قراءة الخطوط العريضة للوثيقة الاقتصادية للخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، فهو رغم كونه مشروعاً للانكفاء الذاتي حتى ما قبل "كورونا"، إلا أن محاولات تعديله وتشذيبه، وضمان نجاحه، خصوصاً مع تحولات الإدارة الأمريكية، تعطي صورة مصغرة لثنائيات كبرى في عالم الاقتصاد السياسي ومنطق الدولة والسيادة خارج "البريكست" وعلاقة التعافي والاضطرابات الاجتماعية وهشاشة مؤسسات الدولة بوضعية الاقتصاد، خصوصاً مع صعود نموذج الصين ومحاولات استنساخه في أوروبا الشرقية كردة فعل على الاستياء من قيود الاتحاد الأوروبي في ظل تأثيرات صعود الشعبوية عليه أيضاً.
طلال صالح بنان
طلال صالح بنان: حربٌ باردةٌ أكثر سخونة !
قال الكاتب طلال صالح بنان فى مقاله بصحيفة عكاظ السعودية، إن التطورات الكبيرة التى يشهدها النظام الدولى، والتى تعكس حربا باردة جديدة، موضحا أن مازالت هواجس الأمن وتعقيدات الأيدلوجية تتحكم في سلوك الدول الكبرى في سعيها للهيمنة الكونية، حيث تظل الولايات المتحدة، هي الولايات المتحدة.. وتظل روسيا، الاتحاد السوفيتي سابقاً، هي روسيا، وتظل الصين، هي الصين.
حتى تسعينيات القرن الماضي، كانت قيم وحركة ما كان يسمى بنظام الحرب الباردة تتحكم في سلوكيات قطبي نظام الأمم المتحدة. وكثيراً ما كانت حركة الصراع العنيف بينهما تنفس عن ذاتها في حروبٍ تقليدية محدودة على تخوم حدودهما الاستراتيجية، دفاعاً عن حياضِ كلٍ منهما الحيوي. إلا أن مثل هذه الحروب المحدودة والمتقطعة، لم تتطور لوضعية الحرب الكونية الشاملة بينهما، بفضلِ تطور أسلحة الردع الاستراتيجية النووية.
لم يحصل، طوال أربعة عقودٍ من نظام الحرب الباردة، أن طوّرت أيٌ من القوتين العظميين، عقيدة الضربة (النووية) الأولى. لقد كان نظام الحرب الباردة، بالرغم من حدةِ خلفيته الأيدلوجية الصارمة وحساسيةِ وضعيته الاستراتيجية، مستقراً ومتوازناً. إلى أن انهار نظام الحرب الباردة، بانهيار أحد قطبيه من الداخل، إلا أنه لم يتمخض عن ظهور قوة كونية مهيمنة. لقد فوجئت الولايات بانتصارها السهل، دون قتال.. وما لبثت أن عبرت عن ضجرها من تكلفة مواصلة تحمل تكلفة حفظ سلام العالم. بل إن الأمر، وصل مع إدارة الرئيس ترمب، بمطالبة حلفائها التقليديين دفع تكلفة حمايتهم، بأثرٍ رجعيٍ!
موقف واشنطن السلبي هذا قاد إلى الإضرار بأمن الولايات المتحدة نفسها. لأول مرة في تاريخ الولايات يتهدد أمنها الداخلي، من قبل قوة دولية معادية، لتصبح أراضيها مسرحاً لحربٍ كونية، دون ما حاجة لاستخدام أسلحة تقليدية، ولا حتى التهديد برادع أسلحة دمار شامل!
سلطان حميد الجسمى
سلطان حميد الجسمى: إنجازات تاريخية للإمارات في 2020
قال الكاتب سلطان حميد الجسمى، في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن دولة الإمارات تمكنت في عام 2020 من تحقيق إنجازات عظيمة على الرغم من انكماش العالم اقتصادياً وصحياً واجتماعياً بسبب تفشي وباء "كورونا" المستجد الذي يعاني منه العالم من مشرقه إلى مغربه إلى يومنا هذا، ويعجز بشكل كبير عن احتواء الفيروس الذي شكل خطراً كبيراً على البشرية. ودولة الإمارات وبفضل القيادة الرشيدة الحكيمة لعبت دوراً كبيراً محلياً وإقليمياً وعالمياً في محاربة الفيروس، ولم تتوقف عند هذا الأمر فقط، بل استمرت في إنجازاتها ومبادراتها التي من شأنها أن تضع اسم دولة الإمارات ضمن الدول المتقدمة التي تصنع الفارق، وهي التي لديها قدرات عالية للتعامل مع كل الأزمات والكوارث وتحقيق النجاحات، ولهذا فإن دولة الإمارات في عام 2020 قد أثبتت جدارتها بين الدول المتقدمة، وتقدمت كثيراً في المؤشرات العالمية والإقليمية.
وفي جائحة كورونا أثبتت دولة الإمارات مواصلة محاربة الجائحة، بعدما وقفت دول كثيرة عاجزة عن ذلك، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة، لعل أهمها هو فشل القطاع الصحي لتلك الدول ومؤسساتها في احتواء الجائحة، وإلى يومنا هذا تشهد بلدان متقدمة، وفي الاتحاد الأوروبي، حالات إغلاق، ولكن الوضع في دولة الإمارات مختلف، بفضل القيادة التي وضعت قطاع الصحة على رأس أولوياتها.
فمنذ تأسيس دولة الإمارات، كرّس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حياته من أجل تنمية هذا القطاع، واليوم وبعد سنوات عدة على رحيله أثبت القطاع جدارته باحتواء الفيروس منذ البداية، من خلال وضع خطط استباقية استثنائية واستراتيجية، ومن خلال معدلات الإصابة الوطنية المنخفضة، وعدد الاختبارات التي أجريت، والتي تجاوزت عدد سكان الإمارات، وأيضاً اهتمت الدولة بالمصابين بالفيروس وعائلاتهم من حيث الرعاية الصحية والعناية الكاملة بهم ومتابعتهم؛ حتى يصلوا إلى حالة الشفاء بتوفير العلاج اللازم لهم، وهذه الجهود الكبيرة في القطاع الصحي جعلت دولة الإمارات مكاناً صحياً آمناً إقليمياً وعالمياً.
كما ساهمت دولة الإمارات من خلال عملها الإنساني في إرسال مساعدات طبية عاجلة إلى 120 دولة، واليوم تصدر دولة الإمارات جرعات لقاح فيروس كورونا إلى العالم، في خطوة استباقية مشرقة وإنجاز تاريخي.
ومن الإنجازات التاريخية التي حققتها دولة الإمارات، وهو الإنجاز الأول على المستوى الإقليمي والعربي والإسلامي، ويعتبر فخراً للعرب والمسلمين، غزو الفضاء واستكشافه، وهذا الإنجاز التاريخي أدخل دولة الإمارات ضمن الدول الرائدة في مجال استكشاف الفضاء بإطلاق مسبار الأمل لاستكشاف المريخ في 20 يوليو 2020، والذي سوف يصل إليه بحلول عام 2021 تزامناً مع الذكرى الخمسين لقيام اتحاد دولة الإمارات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة