تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد، العديد من القضايا الهامة، أبرزها أن عام 2020 الذي يودّعنا خلال بضعة أيام، ترك عبر جائحة "كوفيد – 19" ندوباً فظيعة على وجه العالم. وشهدنا بسبب الجائحة وتداعياتها السياسية أحداثاً استثنائية، فسقطت مسلمات وتبدلت قناعات وتغيّرت وجهات نظر وأولويات في مختلف أنحاء العالم.
إياد أبو شقرا
إياد أبو شقرا: خواطر فى وداع عام "كوفيد ـ 19"
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن في مثل هذه الفترة من كل عام، تلحّ على كلمات ذلك الكوميدي المخضرم الذي قال ذات يوم إن تعاقُب الأيام لا يعنيه مطلقاً لأنه ليل 31 ديسمبر ينام باكراً... فيمضي عام ويطل آخر من دون أن يشعر. وفعلاً، في التاريخ القديم كانت الأحداث هي المحطات الزمنية الفاصلة لا الأرقام. بل، حتى عهد قريب، كان الناس في الأرياف النائية يؤرّخون الزمن بالحروب والجوائح والولادات والكوارث الطبيعية، لا العكس.
عام 2020 الذي يودّعنا خلال بضعة أيام، ترك عبر جائحة "كوفيد – 19" ندوباً فظيعة على وجه العالم. وشهدنا بسبب الجائحة وتداعياتها السياسية أحداثاً استثنائية، فسقطت مسلمات وتبدلت قناعات وتغيّرت وجهات نظر وأولويات في مختلف أنحاء العالم.
لقد تقلّص العالم الرحب الذي بدا لنا أن الثورة التكنولوجية المتسارعة - بما فيها الذكاء الاصطناعي والتقنيات النانوية - ستسقط حواجزه. تقلص وانكفأ، ليس إلى حدود الكيانات القومية فحسب، بل إلى ما دونها. ثم رسمت جائحة "كوفيد – 19" حدوداً احترازية أضيق "كياناتها" المدينة والقرية... ومن ثم مع تشديد الحجْر، البيتُ نفسه. وبعدما كانت البشرية تحلم بمنجزات علمية مُبهِرة تشفي الأمراض المستعصية والمزمنة، وتقضي على العلل والمعوّقات والعاهات الوراثية، وتقدّم للإنسان "قطع غيار" عند الطلب، اكتشف العالم أن للأمراض ومسبباتها قدرة عجيبة على التأقلم والتحوّر، ثم المقاومة العنيدة لما يمكن إنجازه من تقدم. وهنا، بتنا اليوم ننتظر أسلحة طبية "دفاعية" - وقائية وعلاجية - بعدما كنا قد أقنعنا أنفسنا طويلاً بأن الانتصار "الهجومي" المؤزّر على كل ما يهددنا مسألة وقت ليس إلا.
طبعاً، الصحوة المؤلمة، التي تسبب فيها فيروس يحذّرنا العلماء من أنه لن يكون الأخير، لا تقتصر على الطب. بل تمسّ هذه الصحوة ما طرأ وسيطرأ على طرق المعيشة، وأساليب الحياة، والتحكم في الموارد وإدارتها، وآليات اتخاذ القرارات - علناً أو خفية - إزاء مستقبل الجنس البشري، والتعامل مع الحقائق الاقتصادية والديموغرافية.
صدقة يحيى فاضل
صدقة يحيى فاضل: السياسة الأمريكية بالمنطقة الأهداف والوسائل
قال الكاتب في مقاله بصحيفة عكاظ السعودية، إن هناك مداخل مبسطة، تساعد على فهم "السياسة"... والسياسة الخارجية لأي دولة بصفة خاصة. ومن ضمن هذه المداخل اعتماد تعريف "السياسة الخارجية" (لأي دولة) بأنها: الأهداف التي تسعى تلك الدولة لتحقيقها خارج حدودها -أو تجاه جزء أجنبي معين من العالم- والوسائل (الاستراتيجية) التي تتبعها... لتحقيق تلك الأهداف.
لذا، فعندما نحاول معرفة السياسة الخارجية لدولة ما معينة تجاه جهة، أو منطقة، خارج حدودها، فإنه يمكن تلمس "الأهداف" المبتغاة، و"الوسائل" المتبعة، للوصول إليها. ومجموع ذلك هو: سياسة تلك الدولة نحو الجهة المعنية. وكثيراً ما يكون هناك تداخل بين الأهداف والوسائل... مما يجعل من الصعب أحياناً التمييز بين الغاية والوسيلة. وسنتبع هذا المدخل المبسط لمعرفة أهم ملامح السياسة الأمريكية الحالية نحو العالم العربي، بصفة عامة، ومنطقة الخليج بصفة خاصة.
يمكن القول إن "أهداف" السياسة الأمريكية نحو المنطقة العربية ظلت شبه ثابتة منذ بدء تفعيل هذه السياسة عام 1945م. أما "الوسائل"، التي تتبعها أمريكا لتحقيق هذه الأهداف، فهي تتغير من فترة لأخرى. وبعض الأهداف الأمريكية الحالية تتعارض -عندما تتطرف- مع بعض الأهداف العليا للأمة العربية والإسلامية... ويمكن إدراك هذه الحقيقة فور القيام بتحليل موضوعي سليم لمضامين هذه الأهداف والوسائل. ومعروف أن صداقة حقيقية، وتعاوناً إيجابياً، بين أي طرفين، لن تنشأ إلا إذا أصبحت أهدافهما ووسائلهما تضمن تحقيق مصالح مشتركة لشعوب الطرفين معاً.
ميهير شارما
ميهير شارما: قيم الاتحاد الأوروبى قيد المساومة
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن كثيراً ما أتحفتنا نحن غير الأوروبيين، تلك المحاضرات التي عرضها مثقفون وسياسيون من الاتحاد الأوروبي حول "القيم الأوروبية". وكثيراً ما اعتقدنا أنهم كانوا مخلصين، أو بعضهم على الأقل، في دفاعهم.
من المؤكد أن القارة التي دمرتها الحروب الطاحنة، والتي تمكنت بطريقة ما من ابتكار شكل من أشكال التوافق والخروج من تحت الركام، تدرك أن الاتحاد كان أكثر من مجرد ميزانيات وتحويلات مالية: إنه يعني ترميم الهيكل الأوروبي وتنقيته من الانقسامات العرقية والانتماءات الضيقة، والدفاع عن حقوق الإنسان ليس على الساحة الأوروبية فقط؛ بل العالمية أيضاً.
لكن هذا الإيمان بالقاعدة المتينة لقيم الاتحاد الأوروبي بدأ يضعف في السنوات الأخيرة مع صعود الشعبويين اليمينيين المتطرفين في استطلاعات الرأي في جميع أنحاء القارة. وكادت الثقة بتلك القيم أن تنهار؛ من جرّاء تصرفات قادة المجر وبولندا - وهما دولتان، لولا وجودهما في أوروبا، لتعرضتا لكثير من الانتقادات من قبل الدبلوماسيين الأوروبيين باعتبارهما أنظمة استبدادية ناشئة في العالم الثالث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة