تمر اليوم ذكرى وقوع مذبحة الأبرياء التي أمر بها هيرودس الكبير للأطفال سنتين فما دون في بيت لحم وتخومها حيث ولد يسوع، حيث يقص إنجيل متى أن الملك هرودس أمر بذبح كل الأولاد الذكور في بيت لحم ليتجنب فقدان ملكه إلى "ملك اليهود" المولود الذي أعلن المجوس ولادته.
القصة التى لم تذكر سوى فى واحد من الأناجيل الأربعة الرسمية، هو متى حيث يقول "حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا، فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ» آﻳﺎت (متى 2: 16-18).
مذبحة الابرياء
وبحسب موقع الانبا تكلا، أحد المصادر المسيحية، فإن المعالجة الكنسية لهذا الحادث جديرة بالملاحظة بسبب المغالاة في تقدير عدد ضحايا المذبحة، ففي وقت مبكر جدًا ذكرت الكنيسة اليونانية أن عدد الضحايا كان أربعة عشر ألفًا، ولكن بسبب تفسير خاطئ، لما جاء في سفر الرؤيا (14:1و32) زيد العدد -فيما بعد- إلى مئة وأربعة وأربعون ألفًا.
وما زالت كنيسة إنجلترا تحتفظ بصدى هذا الاعتقاد، وذلك بقراءة الأصحاح الرابع عشر من سفر الرؤيا في عيد القديسين الأبرياء"، وهذه مبالغة -التي لا أساس لها في العهد الجديد- تستلفت النظر، لأن أخطر حجة ضد تاريخية هذا الحادث، تستمد قوتها من صمت يوسيفوس عنها، لو أنها كانت بهذه الضخامة، مع أن المرجح جدًا أن المذبحة لم تتناول أكثر من عشرين طفلًا، ولا تعد شيئًا إزاء سلسلة الأحداث التي خطط لها ونفذها هيرودوس في آخر أيام حياته حيث يذكر يوسيفوس أن هيرودس قتل الكثيرين من أفراد أسرته "وكل من انتابته الهواجس بأنهم يتآمرون على عرشه".
مذبحة الابرياء
لكن هذه المذبحة هناك من يشكك في صحة حدوثها، فلا يعتبر معظم مؤرخي سيرة هيرودس في العصر الحديث القصة كحدث تاريخي حقيقي. ويصف عدة علماء قصص طفولة المسيح الأخرى كقصص تقديس أشخاص صالحين خلاقة غير تاريخية، لعل كبريانوس هو أول من أطلق عليها هذا الاسم وأخذه عنه أوغسطينوس. ويعتبر إيريناوس (نحو 202م) أولئك الأطفال "شهداء"، ويصف في عبارات رائعة المأساة التي أنهت حياة أولئك الشهداء القصيرة وكيف أن الرب بنفسه أدخلهم -في رحمته- مقدمًا إلى ملكوت الله.
بينما كان أول ظهور لها في أي مصدر آخر غير إنجيل متى هو في كتابات بروتوفانغليوم لجيمس أوف ج. م 150، الذى يستثنى الرحلة إلى مصر ويحول انتباه القصة إلى الطفل الرضيع يوحنا المعمدان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة