تمر، اليوم، الذكرى الـ 76 على وفاة الخديو عباس حلمى الثانى، أبو المتحفيين المصريين، والذى يرجع الفضل اليه فى تأسيس المتاحف المصرية، وهو سابع حاكم حكم مصر من أسرة محمد على و آخر خديوى لمصر و السودان.
وقال الأثرى ولاء الدين بدوى، مدير عام متحف قصر الأمير محمد على بالمنيل، إن الخديو عباس حلمى الثانى ولد فى 14 يوليو 1874م وتوفى فى 19 ديسمبر 1944م، وهو خديوى مصر فى الفترة من (٨ يناير ١٨٩٢م - ١٩ ديسمبر ١٩١٤م ) ويوم عزله من عرش مصر هو نفس اليوم الذى توفى فيه بعدها بـ٣٠ عاما.
وأوضح أنه أكبر أبناء الخديوى محمد توفيق بن الخديوى إسماعيل، والتحق فى يناير 1881م بالمدرسة العلية التى أسسها والده فى عابدين، وفى سنة 1884م، التحق وأخوه الأمير محمد على توفيق بمدرسة هكسوس بسويسرا، ثم انتقلا سنة 1888م إلى مدرسة ترزيانوم بالنمسا لدراسة العلوم السياسية والعسكرية.
وتابع "عند بلوغ الخديو عباس حلمى الثانى الثامنة عشرة مُنح رتبة الباشوية لكونه ولى عهد البلاد، وفى يوم الجمعة 8 يناير 1892م وردت إليه فى مدينة فيينا برقية من رئيس مجلس النظار تبلغه بوفاة أبيه الخديوى توفيق فاستعد للعودة إلى مصر".
وأكد أنه فى اليوم التالى وصل إلى رئيس مجلس النظار المصرى برقية من الصدر الأعظم للدولة العثمانية بتولية عباس حلمى باشا خديوية مصر، وفقا لفرمان وراثة الخديوية المصرية، وذلك لكونه أكبر أبناء الخديو المتوفى، وكلف الصدر الأعظم رئيس مجلس النظار ـ بالاشتراك مع هيئة نظاره ـ بإدارة شئون البلاد لحين وصول عباس حلمى إلى مصر.
وأوضح أن عباس حلمى الثانى وصل إلى الإسكندرية صباح السبت 16 يناير، ثم توجه بالقطار إلى القاهرة فوصلها فى الثانية بعد ظهر اليوم ذاته، وفى يوم الاثنين 18 يناير تولى عباس حلمى شئون منصبه رسميا وكان يبلغ من العمر 20 عاما.
وقال بدوى، إنه عُرف عن الخديوى حسه الوطنى العالى، فبعد عام من توليه الحكم أقال وزارة مصطفى فهمى باشا، فوقعت أزمة مع إنجلترا، وتحدى المندوب السامى البريطانى لورد كرومر فأدى ذلك إلى زيادة شعبيته.
وأضاف أنه فى ذات يوم عندما ذهب لصلاة الجمعة فى مسجد الحسين فى 11 يناير 1893م دوت الهتافات بحياته وارتفع صوت الدعاء له وعبر الجميع عن حبهم له.
وتابع أن اللورد كرومر أرسل لوزارة الخارجية فى إنجلترا بأن الخديوى فى حوار معه قال له " إن إنجلترا وعدت بترك مصر وشرفها مقيد بهذا الوعد"، وظهر هذا فى تصاريح الوزراء فى مجلس النواب بل وفى خطب ملك الانجليز.
ولفت الى أن الخديوى عباس حلمى الثانى سافر للأستانة ليشكر السلطان عبد المجيد على الثقة التى أولاها له ولينال تأييده على خطوات العودة المصرية لحضن الخلافة، وقد ذكر الخديوى فى مذكراته أن السلطان عبد الحميد الثانى شجعه على معارضة إنجلترا. وتابع "عندما عاد الخديوى واصل سياسة التحدى للاحتلال، وبإيعاز منه قررت لجنة مجلس شورى القوانين رفض زيادة الاعتماد المخصص للجيش البريطانى وتخفيض ضرائب الأطيان وتعميم التعليم، فاتهمه الإنجليز بأنه نسق مع نظارة مصطفى رياض باشا ولجنة المجلس، ولهذا اضطرت نظارة مصطفى رياض باشا للرضوخ لرغبة الإنجليز وزيادة الاعتمادات".
وأكد أن عباس حلمى الثانى حاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطاني، فانتهز الإنجليز فرصة بوادر نشوب الحرب العالمية الأولى 1914م وكان وقتها خارج مصر، فخلعوه من الحكم وطلبوا منه عدم العودة ونصبوا عمه حسين كامل سلطانًا على مصر بدلًا من أن يكون خديوي. وفرضوا على مصر الحماية رسميًا.
ولفت الى أن كل الجهات فى إنجلترا عدا وزارة الخارجية كانت تطالب بخلعه، وفى 19 ديسمبر 1914م صدر القرار بعزله وجاء فيه: "يعلن وزير الخارجية لدى جلالة ملك بريطانيا العظمى أنه بالنظر لإقدام سمو عباس حلمى باشا خديوى مصر السابق على الانضمام لأعداء جلالة الملك رأت حكومة جلالته خلعه من منصب الخديوى".
وبالنسبة لدوره فى إنشاء المتاحف المصرية.. قال " يدين بالفضل كل المتحفيين فى مصر ودارسى الآثار المصرية بمختلف حقبها التاريخية "المصرية القديمة _اليونانية الرومانية _الإسلامية _ العصر الحديث (الاسرة العلوية)" للخديو عباس حلمى الثانى فى انشاء وافتتاح المتاحف المصرية الكبرى فى عهده ؛لأنه كان ذو ثقافة وعلم وحب لأبناء الشعب المصرى الذى ولد وتربى بين ابناءه وكان الغرض الأساسى هو حفظ اثار وتراث مصر فى متاحف تدل على عظمتها وتحميها من السرقات التى كانت منتشرة من الاجانب وغيرهم لينقلوها الى متاحفهم فى الخارج.
وأكد أن باكورة المتاحف فى مصر التى اسسها هى المتحف اليونانى الرومانى بالاسكندرية فى 17 اكتوبر 1892م، ثم المتحف المصرى فى التحرير فى نوفمبر 1902م؛ المتحف الاسلامى والمبنى الجديد للكتبخانة فى باب الخلق 1903م، والمتحف القبطى بمنطقة مصر القديمة 1910م ،ولذلك يعتبره الاثريون المصريون (ابو المتحفيين المصريين الحقيقي).
وعن الحياة الشخصية للخديو.. قال الأثرى ولاء الدى بدوى إن عباس حلمى الثانى تزوج مرتين الأولى من إقبال هانم وتزوجها فى 19 فبراير 1895م ، وأنجبا 6 أبناء هم الأمير محمد عبد المنعم (الوصى على العرش بعد ثورة يوليو ووالد البرنس محمد عباس حلمى الملقب بالثالث)؛ الأمير محمد عبد القادر؛ الأميرة أمينة؛ الأميرة عطية الله؛ الأميرة فتحية؛ الأميرة لطيفة شوكت؛ أما زوجته الثانية فهى جاويدان هانم وتزوجها فى مارس 1910 م وطلقها فى 1913م ولم ينجب منها.
واضاف أن الخديو عباس حلمى الثانى توفى فى منفاه فى سويسرا فى 19 ديسمبر 1944 أثناء حكم الملك فاروق لمصر ومن الصدف أن تاريخ وفاة الخديوى عباس حلمى الثانى يوافق نفس تاريخ خلعه عن الحكم بعد 30 عاما.
وأوضح أنه نظرا لظروف الحرب العالمية الثانية وقت وفاة الخديو عباس حلمى الثانى عاد جثمانه إلى مصر فى 26 أكتوبر 1945م وتم دفنه فى "تربة قبة أفندينا" وهى مقابر أسرة الخديو توفيق بالقاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة