تمر اليوم الذكرى السابعة لوفاة الفنانة الكبيرة زهرة العلا التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 18 ديسمبر من عام 2013.
والفنانة الكبيرة إحدى نجمات الزمن الجميل التى شاركت فى العديد من الأعمال المهمة فى تاريخ السينما ومنها الوسادة الخالية وجميلة بوحريد وإسماعيل ياسين فى الأسطول، ويسقط الاستعمار، ودعاء الكروان، وسر طاقية الإخفا، وغيرها، ولم تنحصر أدورها فى نوع معين من الأداء، ولكنها تنوعت بين الكوميدى والتراجيدى والرومانسى، كما ساهمت فى العديد من الأعمال الدرامية الاجتماعية والدينية، ومنها على هامش السيرة، وإنى راحلة، هو وهى، ورحلة أبو العلا البشرى، القضاء فى الإسلام، الزوجة أول من يعلم وغيرها، وظلت الفنانة الكبيرة المولودة فى 10 يونيو عام 1934 تعمل حتى أقعدها المرض عام 2010.
وخلال حياتها كانت علاقة الفنانة زهرة العلا جيدة بالصحافة وخاصة فى شبابها، حيث روت فى أعداد من مجلة الكواكب العديد من المواقف التى مرت بحياتها ومنها عدد من المواقف الطريفة.
ففى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر عام 1954تحدثت الفنانة الكبيرة زهرة العلا عن موقف لا تنساه وقع لها عام 1953 وكانت وقتها مخطوبة، وفى أحد الأيام أخذت سيارة خطيبها وذهبت إلى البنك الأهلى لسحب مبلغ من المال.
وقالت زهرة العلا إنها ركنت السيارة عند الزاوية المواجهة للبنك ودخلت لسحب المبلغ ثم عادت لتفاجأ بوجود عسكرى المرور يقف غاضبًا إلى جوار السيارة وهو يدون فى دفتره العديد من المخالفات للسيارة التى ركنتها فى مكان غير مسموح بالوقوف فيه.
وأشارت زهرة العلا إلى أنها فزعت من غضب العسكرى ومن كم المخالفات التى دونها وما إن وصلت للسيارة حتى قفزت فيها وانطلقت مسرعة، إلى استوديو شبرا حيث كانت مرتبطة بموعد تصوير هناك.
وفوجئت الفنانة الكبيرة أثناء طريقها بأن موتوسيكل البوليس يسير وراءها ويطلق سرينته، ولم تنتبه إلا بعد ان وصلت للاستديو إلى أن البوليس كان يطاردها هى طوال الطريق، وما أن توقفت أمم الاستوديو حتى وجدت رجال البوليس وكأنهم أمسكوا بلص عتيد يسرعون إليها ويتهمونها بسرقة السيارة، وهنا نظرت زهرة العلا لتفاجئ بأن السيارة التى ركبتها ليست سيارة خطيبها وإنما أخرى من نفس الماركة واللون، وكان صاحب السيارة يقف ليتحدث مع العسكرى حين خرجت هى من البنك وفوجئا بها تركب سيارة الرجل وتنطلق بها مسرعة فظنا أنها سرقتها.
وانهال صاحب السيارة على زهرة العلا بالشتائم والاتهامات حتى أدرك الجميع الخطأ الذى حدث واعتذرت الفنانة الكبيرة عن هذا الخطأ غير المقصود ، لكنها لامت صاحب السيارة قائلة: "انت ازاى تسيب عربيتك مفتوحة، لو كانت مقفولة مكنتش عرفت أركبها ومكنش اللى حصل حصل"
وفى عدد صدر عام 1955 من الكواكب روت زهرة العلا أنها عندما كانت طالبة فى معهد التمثيل كان لها صديقة طيبة كثيرا ما مازحتها زهرة العلا بكذبة أبريل، وكانت هذه الصديقة دائما تقع فى فخ الكذبة وتصدقها.
وأوضحت الفنانة الكبيرة أنها سافرت مع صديقتها لقضاء بعض أيام الصيف فى الإسكندرية، وفى الصباح الباكر ذهبا للاستمتاع بالسباحة فى البحر قبل أن يزدحم بالمصطافين، واقترحت صديقتها أن يتناوبا على حراسة الملابس على الشاطئ فتنزل إحداهما بينما تبقى الأخرى على الشاطئ وهكذا.
وتابعت: "علقت ملابسى ونزلت بالمايوه إلى البحر، وفوجئت بعد عودتى بأن زميلتى أخذت ملابسى وعادت إلى البيت، وبقيت أنا على الشاطئ فى حيرة وبكيت من شدة الغيظ خاصة بعد أن بدأ الجمهور يتوافد على الشاطئ وأنا لا أعرف كيف سأعود للمنزل، ولم ينقذنى سوى زميلة ثالثة تنازلت لى عن ملابسها لأرتديها وأعود للبيت ثم أرجع لها مرة أخرى بعد أن أرتدى ملابسى لأعيد لها ملابسها".
ومن بين هذه المواقف ما تعرضت له الفنانة زهرة العلا فى بداية مشوارها الفنى ، وهو ما حكته بنفسها بعدد مجلة الكواكب رقم 536 الصادر سنة 1961 ، والذى أشارت فيه إلى أن عريسا هرب منها بعد أن قصت شعرها.
وقالت زهرة العلا إن والدها وأحد أصدقائه اتفقا منذ مولدها على تزوجيها من ابن هذا الصديق عندما تكبر، مشيرة إلى أنها لم تكن تفضل هذه الطريقة فى الزواج ، ولكن العريس كان جذابا ووسيما وعندما وصلا لسن الصبا تقدم لها هذا الشاب ، وكان الهاجس الوحيد لديها ألا يوافق على استكمالها دراستها بمعهد التمثيل، وتحدثت مع هذا الشاب فلم يمانع من ذلك، حتى أنه أجل الزواج حتى تتخرج من المعهد.
وأوضحت زهرة العلا أن أحد المخرجين رآها وعرض عليها الدور الثانى فى فيلم يقوم بإخراجه ففرحت فرحاً كبيرا وشعرت بأن هذا الدور هو فرصة العمر بالنسبة لها ، ولكن فى اليوم الأول للعمل فوجئت بالمخرج يطلب منها قص شعرها الطويل.
وأشارت النجمة الكبيرة إلى أنها حاولت إقناع المخرج بأن طول شعرها لن يؤثر على أدائها للدور، ولكنه أصر على رأيه لأن أحداث القصة تدور أعقاب الحرب العالمية الثانية وكانت موضة قص الشعر منتشرة جدا بين النساء والفتيات.
وبالفعل رضخت زهرة العلا لرغبة المخرج وأسلمت رأسها ليقص الكوافير شعرها، وعادت للبيت حزينة حيث كانت تعتز بشعرها وجماله وطوله، ففوجئت بخطيبها فى البيت ، وشعر بالصدمة بعد أن وجد شعر خطيبته الذى كان معجبا به أصبح مثل شعره.
حاولت زهرة العلا التخفيف من وقع الصدمة على العريس ولكنه قال لها:" لو مكانش شعرك يرجع زى ماكان حالا اعتبرى الخطوبة مفسوخة" ، وقام مندفعا وخرج ولم يعد.
الغريب أنه بعد فسخ خطوبة زهرة العلا حدثت مشادة بين المنتج والمخرج وانتهى الأمر بينهما إلى إلغاء الفيلم وضياع الدور الذى قصت من أجله الفنانة الناشئة شعرها وطفش العريس بسببه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة