159 عاما على ميلاد مؤسس الهلال.. ذكرى المفكر جرجى زيدان

الإثنين، 14 ديسمبر 2020 10:00 ص
159 عاما على ميلاد مؤسس الهلال.. ذكرى المفكر جرجى زيدان جرجى زيدان
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من رواد تجديد علم التاريخ، وأحد رواد الرواية التاريخية العربية فى نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وعلم من أعلام نهضة الصحافة العربية ورمز تنويرى كبير فى الأوساط الأدبية والعلمية الحديثة، إنه المفكر اللبنانى الكبير جرجى زيدان.
 
وتمر اليوم الذكرى الـ159 على ميلاد المفكر اللبنانى الكبير جرجى زيدان، مؤسس مؤسسة دار الهلال الصحفية، إذ ولد فى بيروت فى 14 ديسمبر عام 1861م، لأسرة مسيحية فقيرة، وبالرغم من شغفه بالمعرفة والقراءة، فإنه لم يكمل تعليمه بسبب الظروف المعيشية الصعبة، إلا أنه أتقن اللغتين الفرنسية والإنجليزية، وقد عاود الدراسة بعد ذلك، وانضم إلى كلية الطب، لكنه عدل عن إكمال دراسته فيها، وانتقل إلى كلية الصيدلة، وما لبث أن عدل عن الدراسة فيها هى الأخرى، ولكن بعد أن نال شهادة نجاح فى كل من اللغة اللاتينية والطبيعيات والحيوان والنبات والكيمياءِ والتحليل.
 
 
سافر إلى القاهرة، وعمل محررا بجريدة «الزمان» اليومية، ثم انتقل بعدها للعمل مترجما فى مكتب المخابرات البريطانية بالقاهرة عام ١٨٨٤م، ورافق الحملة الإنجليزية المتوجهة إلى السودان لفك الحصار الذى أقامته جيوش المهدى على القائد الإنجليزى «غوردون».
 
عاد بعدها إلى وطنه لبنان، ثم سافر إلى لندن، واجتمع بكثير من المستشرقين الذين كان لهم أثر كبير فى تكوينه الفكرى، ثم عاد إلى القاهرة ليصدر مجلة «الهلال» التى كان يقوم على تحريرها بنفسه، وقد أصبحت من أوسع المجلات انتشارا، وأكثرها شهرة فى مصر والعالم العربى.
 
أصدر جرجى زيدان مجلة الهلال عام 1892 وكان يقوم بتحريرها بنفسه ثم ساعده ابنه إميل، وصدر العدد الأول من مجلة الهلال عام 1892 ثم أصبحت بعد خمس سنوات من أوسع المجلات انتشارا وكان يكتب بها عمالقة الفكر والأدب فى مصر والعالم العربي، ورأس تحريرها كبار الأدباء والكتاب مثل أحمد زكى و حسين مؤنس و على الراعى والشاعر صالح جودت وغيرهم.
 
وفى مجال الرواية كانت معظم رواياته تاريخية بدأها برواية "المملوك الشارد" التى صدرت عام 1891، ثم تتابعت رواياته حتى بلغت اثنتين وعشرين رواية تاريخية، منها سبع عشرة رواية تتناول فترات من التاريخ الإسلامي، تمتد من الفتوح الإسلامية إلى عصر المماليك، مثل: أرمانوسة المصرية، غادة كربلاء، فتح الأندلس، العباسة أخت الرشيد، الأمين والمأمون، شجرة الدر، استبداد المماليك، لقيت رواياته رواجا واسعا وإقبالا هائلا، كما ترجمت إلى الفارسية والتركية، والأذربيجانية، وغيرها من اللغات، تنحصر أهمية هذه الروايات فى أنها قدمت التاريخ فى صورة سهلة ومشوقة، وبلغة جذابة تحمل القراء على متابعة تاريخهم دون مشقة أو ملل.
 
بالإضافة إلى غزارة إنتاجِه كان متنوعا فى موضوعاته؛ حيث ألَف فى العديد من الحقول المعرفية؛ كالتاريخ والجغرافيا والأدب واللغة والروايات، وعلى الرغم من أن كتابات «زيدان» فى التاريخِ والحضارة جاءت لتتجاوز الطرح التقليدى السائد فى المنطقة العربية والإسلامية آنذاك، والذى كان قائما على اجترار مناهج القدامى ورواياتهم فى التاريخ دون تجديد وإعمال للعقل والنقد؛ فإن طرحه لم يتجاوز فكرة التمركز حول الغرب الحداثى (الإمبريالى آنذاك)؛ حيث قرأ التاريخ العربى والإسلامى من منظور استعمارى (كولونيالى) فتأثرت كتاباته بمناهج المستشرقين، بما تحمله من نزعة عنصرية فى رؤيتها للشرق، تلك النزعة التى أوضحها بعد ذلك جليا المفكر الأمريكى الفلسطينى المولد «إدوارد سعيد» فى كتابه «الاستشراق»، رحَلَ عن عالمنا عام ١٩١٤م، ورثاه حينذاك كثير من الشعراء أمثال: أحمد شوقي، وخليل مطران، وحافظ إبراهيم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة