تتفق الكتب على أن عبد الله بن سبأ أظهر إسلامه ولبس مسوح الورع والغيرة على الدين، والتفانى فى الدفاع عنه، وأخذ ينتقل فى بلاد المسلمين يؤجِّج نار الفتنة ضدَّ عثمان رضى الله عنه، ويحاول تضليل المسلمين وتشتيت أمرهم، فبدأ بالمدينة المنورة وكان يتصيَّد بعض الموالى من الفرس الذين كانوا بالمدينة المنورة من أمثال أبى لؤلؤة المجوسى، وكذلك بعض صغار أبناء الصحابة، ولمـَّا تفطَّن له بعض الصحابة هرب إلى العراق.
وكان يُوعز إلى أتباعه أنَّ عثمان رضى الله عنه قد اغتصب حقَّ الخلافة من على رضى الله عنه، وأنَّه لا يجوز الصبر دون نصرة هذا الولى المهضوم، وكان يوصى هؤلاء الأغرار فيقول لهم: انهضوا فى هذا الأمر فحرِّکوه وأيِّدوه بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لتستميلوا الناس.
وقد أثَّرت دعوة عدوِّ الله عبد الله بن سبأ هذا فى نفوس بعض الناس الذين لم تُخالط بشاشة الإيمان قلوبهم، فدعوا فى السرِّ إلى ما عليه رأيهم، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار الإسلاميَّة كتبًا يملئونها بالطعن فى وُلَاتهم، ورميهم بكثيرٍ من أنواع الفساد، قال ابن جریر رحمه الله: وهم يُريدون غير ما يُظهرون، ويُسرُّون غير ما يُبدون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة