هناك قضايا لا تموت أبدا، نظل نعيد ونزيد فيها، ومن ذلك نظرة البعض إلى "الشعر" فبعد كل هذه السنوات، لا يزال البعض ينظرون إلى الشعرمتربصين به وبأهله، فكيف نظرالفقه الإسلامي إلى القصيدة الشعرية؟
يعتمد عامة الفقهاء عند حديثهم عن الشعر إلى قول "مأثور" منسوب إلى الإمام الشافعى يقول فيه "حسنه حسن، وقبيحه قبيح" لكنهم يختلفون دائما في تفسير الحسن والقبيح، فكل شخص يذهب إلى ما يتفق ومفهومه عن هذين الكلمتين.
ومن يٌحرم الشعر يعتمدون على آيات قرآنية وردت في المصحف الشريف، لكنهم عادة ما يتجاهلون تفسيرها أو أسباب نزولها، والسياق العام الذى نزلت فيه، فإن إصرار بعض الكفار على أن النبى شاعر، جعل النص القرآنى يصر على أنه ليس شاعرا وأنه لا يقول الشعر.
وفى ذلك يقول كتاب "شريعة الشعر" لـ محمد صادق الكرباسى، إن هذا الإصرار على عدم كون القرآن شعرًا والنبى صلى الله عليه وسلم شاعرا، جعل البعض يرى فى الشعر غضاضة وبالأخص حينما قال الله تبارك وتعالى "والشعراء يتبعهم الغاوون".
ولكن المفسرين بينوا المقصود من هذه الآيات، فهى فى مقام نفى الشعر عن القرآن وأنه كلام الله سبحانه وتعالى، وهو ليس من تخرص الشعراء وتنبؤاتهم، بل هو وعد ووعيد من قبل الخالق الجبار الحكيم وفيه الأحكام والشريعة والوعظ والإرشاد، وأما الآيات الأخرى فإنها نزلت بحق مجموعة من الشعراء الذين كانوا يدعون الناس إلى الانحراف الخلقى والاجتماعى من التشبيب بنساء المؤمنين وهجاء أهل الحق وبذلك يهتكون أعراض المسلمين ويبثون روح البغضاء والكراهية بين المؤمنين بأشعارهم ويبعدون الناس عن التعبد لله جل وعلا.
أما إذا كان الشعر بذاته مذموما، فلماذا كان رسول صلى الله عليه وسلم يستقبل الشعراء فمن ذلكم كعب بن زهير القائل فى محضره:
بانت سعاد فقلبى اليوم متبول
متيم إثرها لم يفد مكبول
فقد أكرمه الرسول صلى الله عليه وسلم وخلع عليه بردته إعجابا بما أنشده وعفا عنه، وكان أئمة أهل البيت عليهم السلام كلهم قد نظموا الشعر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة