كم مرة سمعت كلمة "الدين الباطنى"؟ أعتقد أن كل من قرأ التراث الإسلامى حتمًا التقى هذه الجملة، وشعر بها كثيرًا تحوم حوله، خاصة أن بعض من مثلوا خروجًا سياسيًا فى التاريخ الإسلامى كانوا متهمين بأنهم من أتباع الدين الباطنى.
قال عنهم أبو حامد الغزالى فى كتابه فضائح الباطنية "الباطنية، إنما لقبوا بها لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجرى فى الظواهر مجرى اللب من القشر، وأنها بصورها توهم عند الجهال الأغبياء صورا جلية وهى عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات".
أما إذا وردت الباطنية فى مواضع التخصيص، فالمراد بها فرق الباطنية التى ظهرت من تحت عباءة الشيعة، وغاصت فى الفكر الباطنى حتى أصبحت تعرف بوصفه "غلاة الشيعة" وهم هذه الفرق وأخطرها الدروز والإسماعيلية والنصيرية.
ويقول ابن كثير عن فرقة الباطنية فى كتابه "البداية والنهاية"، إن هذه الفكرة فى التاريخ الإسلامى كان وراؤها عبد الله بن سبا فيقول "ذكر سيف بن عمر أن سبب تألب الأحزاب على عثمان أن رجلا يقال له" عبد الله بن سبأ كان يهوديا، فأظهر الإسلام وسار إلى مصر، فأوحى إلى طائفة من الناس كلاما اخترعه" وفسر الدين تفسيرات مختلفة.
عقائد الباطنية:
يؤمنون بوجود إلهين قديمين لكن من حيثُ الزمن لا أول لوجودهما، أحدهما يسمى العلة وهو علةٌ لوجود الآخر الذى يسمَّى المعلول.
يعتقدون أنَّ القرآن الكريم عبارة عن كلام النبى عن شتى العلوم والمعارف التى فاضت عليه، وإنَّما يسمَّى كلام الله مجازًا، ويؤمنون بوجود إمام معصوم فى كل عصر يستطيع أن يفسر الظاهر ويحلُّ الإشكالات فى القرآن.
أنَّ كل شريعة نبوية لها فترة زمنية محددة ثمَّ تنسخ بعد سبعة أجيال بنبى وشريعة أخرى.
ينكرون يوم القيامة والنشور والبعث، و ينكرون النار والجنة، ويقولون بعودة كل شيء إلى أصله، فالإنسان يتكون من عالم جسمانى وروحاني، الجسمانى يتحلل ويعود إلى أصله فى الطبيعة، والروحانى هو النفس، فإذا كانت صالحة تتحد بالعالم الروحاني، وأما إذا كانت فاسدة تظلُّ فى العالم الجسمانى وتتناسخها الأجساد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة