مصر وجنوب السودان علاقات استراتيجية ومحورية قوية.. القاهرة من أوائل الدول الداعمة لجوبا بالتوصل لحلول للصراعات سلميا.. وأرسلت أكبر قوة لقوات حفظ السلام.. وتعمل على تعزيز التعاون المشترك فى كافة المجالات

الأحد، 29 نوفمبر 2020 12:45 م
مصر وجنوب السودان علاقات استراتيجية ومحورية قوية.. القاهرة من أوائل الدول الداعمة لجوبا بالتوصل لحلول للصراعات سلميا.. وأرسلت أكبر قوة لقوات حفظ السلام.. وتعمل على تعزيز التعاون المشترك فى كافة المجالات الرئيس السيسي وسلفاكير
كتب : أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمثل دولة جنوب السودان عمقا استراتيجيا لمصر على المستوى الأمنى والاستراتيجى وترتبط بعلاقات تاريخية وجغرافية مع مصر وتعتبر أرض التلاقى والتواصل العربى الأفريقى، فضلا عن الفرص الواعدة التى يمكن الاستفادة منها لتعظيم العلاقات المشتركة والارتقاء بها.

 

كانت مصر من أوائل الدول التى سارعت بإعلان دعمها لدولة جنوب السودان والاعتراف بها دولة مستقلة، وإقامة علاقات دبلوماسية معها، وذلك فى إطار حرص القاهرة على رغبة أبناء الجنوب فى أن تكون لهم دولة مستقلة خاصة بهم ومنفصلة عن الشمال، فضلا عن التنسيقٌ بين مصر وجنوب السودان فيما يتعلق بحوض نهر النيل، وفى التوصل إلى حلول للصراعات بالطرق السلمية لتحقيق الاستقرار فى جنوب السودان والقرن الأفريقى والقارة الإفريقية.

وفى إطار دعم القاهرة لجوبا، أرسلت مصر أكبر قوة لقوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان، حرصا على دعم استقرار الدولة، وتسعى مصر إلى زيادة دعمها لدولة جنوب السودان فى مجالات التعليم والصحة والمشروعات الخدمية والبنية التحتية، والتعاون المشترك فى كافة المجالات.

 

كانت لمصر مواقف واضحة إزاء بعض التحديات السياسية التى واجهت جنوب السودان ولاسيما قضية "أبيي" الغنية بالبترول المتنازع عليها بين الشمال والجنوب والتى تم تحويل قضيتها إلى محكمة التحكيم الدائمة بلاهاى لتحديد حدودها، إذ رحبت مصر بالقرار الذى صدر عن المحكمة ودعت الأطراف إلى الالتزام به، فضلا عن استمرار المساهمة المصرية بأكبر مكون فى قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان.

 

 

واستقلت جنوب السودان عن جمهورية السودان فى 9 يوليو 2011، بعد ستة أشهر من استفتاء تقرير المصير، الذى صوّتت خلاله الجنوبيون لصالح الانفصال بأغلبية ساحقة.

 

ويؤكد مراقبون على أن علاقة مصر مع جنوب السودان لا تُختزَل فقط فى قضية مياه النيل، وإنما يجب أن تكون العلاقة شاملة ومتكاملة، تحقق مصالح الطرفين فى كافة المجالات، موضحين أن جنوب السودان لا يحتاج إلى المياه بقدر ما يحتاج إلى الطاقة اللازمة للتنمية، وتوظيف موارد النفط، والقضاء على مشكلات الفقر والبطالة والأمية وغيرها، وهو ما يمكن أن تساهم فيه مصر بشكل كبير، وذلك فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى المياه، وكذلك إقامة المشروعات، والاستثمارات فى الجنوب، بل والتعاون مع كل دول الحوض؛ لتعظيم موارد النهر وتقليل المهدر منها.

 


العلاقات بين مصر وجنوب السودان قائمة على الاحترام المتبادل، والتعاون المشترك دون التدخل فى الشأن الداخلى لكلٍّ من الدولتين، واستبدال ثقافة التنافس بمنهج التكامل لخدمة مصالح الشعبين الشقيقين.

 

وتسعى مصر إلى زيادة دعمها لدولة جنوب السودان فى مجال الصحة حيث قدمت فى أغسطس 2018 شحنة من المساعدات الدوائية للأشقاء فى جنوب السودان، وقامت بزيادة عدد وحدات الغسيل الكلوى فى مستشفى جوبا التعليمى، وإرسال وفد طبى لتشغيل مركز الغسيل الكلوى، وتدريب طاقم طبى جنوب سودانى على تشغيله، فضلًا عن إرسال قافلة طبية إلى مدينة "واو".

 

كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارتى الصحة والسكان فى كلا البلدين لدعم النظم الوقائية، للوقاية من الأمراض والأوبئة، وكذا دعم الشئون العلاجية فى مجال طب الأطفال والنساء والولادة، وتنص مذكرة التفاهم على إرسال فرق علاجية فى صورة قوافل طبية للاحتياجات الطبية فى كل التخصصات، واستقبال الحالات المرضية للعلاج فى المستشفيات المصرية، فضلًا عن وضع برنامج تدريب للأطباء وأطقم التمريض فى دولة جنوب السودان.

 

ولم تتوان مصر فى دعم الأشقاء بدولة جنوب السودان منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، وذلك بتوفير كافة الاحتياجات الطبية التى يحتاجها الأشقاء فى جوبا لدعم جهودكم فى مجابهة الفيروس القاتل.

 

وتحرص الحكومة المصرية دوما على مساندة جنوب السودان خلال الأزمات التى تمر بها الدولة الشقيقة خاصة أزمة الفيضانات والسيول، وجسر المساعدات الجوى المصرى الذى نقَل مساعدات إنسانية مهمة لجوبا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة