" أنا مؤلف هذه الرواية" قد تجذبك تلك اليافطة العابرة التي رفعها "رمضان" بائع الكتب المتجول داخل أحد ارصفة مترو الأنفاق، ولكن وراء تلك اليافطة رحلة معاناة لشخص ألقى به أشقاؤه وهو مازال طفلا رضيعا في أحد صناديق القمامة، لكنه بصبره وبإرادته حول ذلك الخذلان إلى قصة كفاح لم يمكن إنكارها.
"أنا فخور إنى إتربيت في ملجأ وعمرى ما اتكسفت من أصلى"، بتلك الكلمات بدأ رمضان محمد، مؤلف وبائع كتب على رصيف المترو، يروى قصة كفاحه بعد أن قضى طفولته داخل إحدى دور الأيتام، حتى خرج إلى الحياة في سن الشباب، بعد أن اتفق أشقاؤه من زوجة أبيه على التخلص منه عقب ولادته مباشرة، بعد وفاة والدته خلال الولادة، بإلقائه بأحد صناديق القمامة، ليشاء القدر أن تعثر عليه مديرة دار الايتام وتتولى تربيته منذ نعومة أظافره.
يروى "رمضان" لـ"اليوم السابع"، قصة معاناته مع الحياة، بعد أن اتفق أشقاؤه على التخلي عنه ليظل طيلة حياته وحيدا بلا عائلة تحتضنه وقت الأزمة، وبعد أن أنهى فترة طفولته داخل دار الأيتام، وجد نفسه تائها مرة أخرى بلا مأوى ولا سكن، فلم يجد سوى الشارع ملاذا له وبيتا لم يتخل عنه.
شاءت الحياة أن تغير وجهها قليلا لـ"رمضان" بعد أن فتحت له بابا من أبواب الرزق، و وضعت في طريقه ثرى عربى قرر إنقاذه من الشارع وتوفير شقة خاصة له، ظن "رمضان"، أن أحلامه كادت أن تتحقق، لكن الرياح تأتى عكس ما تشتهى السفن، ليفقد شقته التي كانت من أهم أحلامه خلال عملية نصب تعرض لها على يد شخص أقنعه أنه سيزوجه ابنته الوحيدة، وأوهمه ببيع الشقة لإتمام الزيجة، ليفاجأ "رمضان" أن حماه المضلل استولى على شقته وألقى به بالشارع مرة أخرى.
يروى "رمضان": عدت إلى الشارع مرة أخرى وأدركت أننا أصبحنا أصدقاء فهو بيتى وملجأى الوحيد، لكنى تلك المرة تعلمت كثيرا وأردت أن أتعلم الكتابة والقراءة حتى لا أتعرض للنصب من جديد، وبالفعل اتخذت من رصيف إحدى المدارس ملجأ لى، وطلبت من طلاب المدرسة العون لتعلم القراءة والكتابة وبالفعل نجحت وأصبحت متعلما لكن بلا شهادة.
لم تنته قصة كفاح رمضان عند ذلك، بل إصراره قاده أن يحصل على دورة تدريبية في اللغة العربية ليحقق حلمه في أن يصبح مؤلفا ماهرا، لذا قرر أن يعمل في أي وظيفة فعمل في إحدى المقاهى، ونجح في توفير راتبه وتخصيصه للحصول على دورات تدريبة تزيد مهاراته باللغة العربية حتى نجح في إتقان كل مفاتيح اللغة بمهارة، وبدأ في تأليف سلسلة من كتبه الذى شارك بها في معرض الكتاب الدولى.
يروى "رمضان": حلمى أن أروج لكتبى وأحقق حلمى في أن تصل مؤلفاتى إلى كل القراء، لكن قدرتى المادية تمنعنى من نشر رواياتى التي أكتبها، لكنها تتوقف في دور النشر بسبب الظروف المادية، وأن أجد مأوى لى بدلا من الشارع، فكل هدفى هو أن يعلم الجميع أننى كاتب مؤلف وليس مجرد متسول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة