عندما اختفت سفينة تايتانيك تحت الأمواج المظلمة فى شمال المحيط الأطلسى فى الساعات الأولى من صباح يوم 15 أبريل 1912، تركت وراءها العديد من الألغاز، ومن أكثر الأمور المحيرة، حتى الآن سلوك الركاب والطاقم، فقد تصرف كثير من الأشخاص على متن السفينة بهدوء شديد فى الوقت الذى مات فيه 1500 منهم فى غضون ساعات؟
والإجابة المختصرة: لم يكن أحد يعلم، عندما تم استدعاؤهم لأول مرة إلى سطح السفينة فى منتصف الليل تقريبًا فى تلك الليلة الصافية، كان هناك ما يقرب من نصف عدد قوارب النجاة المطلوبة، من المؤكد أن الذعر حل مع مرور الوقت، خاصةً عندما أصبحت قوارب النجاة نادرة، وبدأت السفينة تميل بشكل ملحوظ.
وشهدت إليواز سميث، وهى راكبة من الدرجة الأولى، فى جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكى بشأن الكارثة: "لم يكن هناك اضطراب، ولا ذعر، ولا يبدو أن أى شخص خائف بشكل خاص، لم يكن لدى أدنى شك فى ندرة قوارب النجاة، جاء ذلك بحسب موقع "هيستورى".
بينما قال أحد الراكبين الناجين: "لقد شاهدت القوارب على الجانب الأيمن، حيث تم ملؤها بالناس وإنزالها على التوالى، لم يكن هناك فى أى وقت من الأوقات خلال هذه الفترة أى ذعر أو دليل على الخوف أو إنذار غير عادى لم أر أى نساء ولا أطفال يبكون ، ولا دليل على هستيريا".
وحتى الناجون الذين بقوا على متن تايتانيك بعد أن ابتعدت قوارب النجاة الأخيرة سرعان ما وجدوا أنفسهم فى المياه الجليدية، واندهشوا مما رأوه.
وكشف الساعات الأخيرة لسفينة تايتانيك بعض الدلائل على الهدوء، فبعدما اصطدمت السفينة بالجبل الجليدي القاتل في الساعة 11:40 مساء، كان العديد من الركاب فى الفراش فى ذلك الوقت، وقال عدد قليل من الناجين إنهم لاحظوا اهتزازا طفيفا، وجاء المضيفون فى النهاية لإيقاظ الركاب واقترحوا عليهم ارتداء ملابسهم والصعود على سطح السفينة، كان ذلك أول تلميح لمعظمهم أن هناك شيئًا ما خطأ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة