يساور القلق حجاجا كثيرين حينما يقعون فريسة مرض ما أثناء اداء مناسك الحج، مما قد يبدد حلم سنوات طوال استعدوا فيها لأداء المناسك وهم بصحة وعافية.
ومن بين ملايين الحجاج القادمين من شتى بقاع الأرض يصاب المئات سنويا بأزمات صحية متنوعة من شأنها حرمانهم من أداء المناسك وقضاء أيام الحج في المستشفيات، مما يمثل حسرة كبرى وخيبة أمل لهؤلاء.
وحسبما نشر فى موقع الايام البحرينى، منذ عقود طويلة كانت سلطات الحج السعودية قد استعدت لهذه الظاهرة بكل ما تحتاجه من تفاصيل، لتسفر التجربة عن ظاهرة فريدة هي "الحج في إسعاف"، وهي تجربة تطورت كثيرا وتعززت بعد رؤية 2030 التي وضعت الحج في أولوية الاعتبارات، وحولت المناسك إلى ظاهرة تمخض عنها "الحج الذكي" المعزز بأعلى المعايير التقنية التي تمكن الحاج من أداء فريضته في يسر وسهولة.
وأنشأت السعودية عددا من المستشفيات الميدانية المتحركة، وجهزت أسطولا ضخما من سيارات الإسعاف الأرضية والجوية، وجيش من الأطباء والمسعفين المساندين بأعلى التجهيزات الطبية المتطورة في العالم.
ومكنت هذه الظاهرة مئات الحجاج من أداء مناسكهم في رحاب هذه الرعاية، دون أن يفوتهم ركن من أركان الحج وهم على أسرتهم البيضاء وتحت رعاية طبية متقدمة، وإن كانوا في غرف إنعاش.
ويصاب كثير من الحجاج بأزمات صحية شتى كأمراض القلب والضغط والإجهاد، وأمراض أخرى تستدعي تدخلا جراحيا، ما يستدعي استعداد سلطات الحج لكل أنواع الاستعداد اللازم لمواجهة أي طارئ.
ويبدأ تنفيذ هذا البرنامج، منذ أول أيام الحج، حيث يرقد الآن عشرات الحجاج المرضى في مستشفيات المدينة المنورة بانتظار الذهاب إلى مكة لبدء مناسك الحج، لينضموا لحاج آخرين في العاصمة المقدسة يرقدون في مستشفيات متعددة في مكة المكرمة.
ومع بدء يوم عرفات يتحرك موكب من مئات سيارات الإسعاف حاملة الحجاج المرضى ليكونوا في يوم الوقفة بإشراف كامل من مستشفيات المشاعر الميدانية المجهزة لكل الحالات، بما في ذلك الجراحة المفتوحة.
ومع انقضاء يوم عرفة يتحرك ذات الأسطول إلى مزدلفة ثم منى، ليتمكن الحجيج من الوقوف خطوة بخطوة في كل ركن من أركان الحج.
وتصاحب هذه العملية وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، عبر عدد من المفتين الذين يوضحون للحجاج إمكانية جبر ما لا يستطيعون فعله وهم على أسرتهم كطواف الإفاضة أو الوداع، وغيرها من أمور الحج التي قد يعجزون عن أدائها، والتي غالبا ما تجبر بهدي ككفارة عن عدم أدائها. عمل ميداني فريد
وميدانيا خصصت هيئة الهلال الأحمر السعودي أكثر من 119 فرقة إسعافية متقدمة تغطي نطاقات العاصمة المقدسة والحرم المكي والمشاعر المقدسة، منها 12 فرقة في نطاق مشعر عرفات ومزدلفة و 28 فرقة في نطاق العاصمة المقدسة و 30 فرقة في مشعر منى و 39 فرقة في نطاق المسجد الحرام، إضافة إلى فريق الدراجات النارية المكون من 38 مختصا يستخدمون 16 دراجة نارية للوصول بشكل سريع في المناطق ذات الكثافة الحركية العالية وتحديداً في المنطقة المركزية بالحرم المكي الشريف.
كما خصصت الهيئة فريقًا متكاملًا من الأطباء والأخصائيين، يضم 56 طبيبا في عدد من التخصصات الطبية، أما فريق الأخصائيين يضم 94 أخصائيا، مزودين بتجهيزات متقدمة وخفيفة الحمل لتقديم الخدمة الطبية الإسعافية لضيوف الرحمن في المواقع ذات الكثافة العالية مثل مناطق الحرمين الشريفين، جسر الجمرات، محطات قطار المشاعر، وغيرها.
ويعمل أكثر من 125 مركزا إسعافيا وقوى بشرية عاملة بلغت أكثر من 2700 موظفا في عدد من التخصصات الطبية والإسعافية والإدارية والفنية ومدعومة بقرابة 370 سيارة إسعاف مزودة بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية كل ذلك سعياً لتقديم أفضل الخدمات الطبية الإسعافية إلى حجاج بيت الله الحرام.
وتستقبل غرفة العمليات المركزية البلاغات الإسعافية عبر الرقم 997 أو من خلال تطبيق «أسعفني» الذي يوفر للمستخدمين إمكانية طلب الخدمة الإسعافية بتسع لغات مختلفة عبر الهواتف الذكية على أنظمة التشغيل أبل وأندرويد، كما يتيح للمستخدمين طلب المساعدة من خلال إرسال نداء استغاثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة