تتفاقم الأوضاع فى تركيا سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى أو الاجتماعى، مما دفع مواطنين أتراك إلى الإقدام نحو الانتحار، بجانب دعوة كتاب أتراك للشعب التركى بالثورة ضد الرئيس التركى، حيث تسببت السياسات الاقتصادية التى يتبعها رجب طيب أردوغان، إلى زيادة معدلات الانتحار فى أنقرة بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية.
وذكرت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية، أن شاب يبلغ من العمر 35 عامًا أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من الدور الثامن بمنزله في مدينة أضنة جنوب تركيا، موضحة أن الشاب المدعو "أجامين . ش" كان يعاني فى الآونة الأخيرة من حالة روحية سيئة بعدما عجز عن سداد ديونه جراء الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في البلاد.
وتابعت الصحيفة التركية المعارضة: "لقى الشاب حتفه في موقع الحادث، الأمر الذي تسبب في إصاببة والدته وأقربائه بانهيار عصبي، كما طلبت الوالدة رؤية وجه ابنه للمرة الأخيرة إلا أن الشرطة لم تسمح لها بذلك".
ولفتت صحيفة زمان التركية المعارضة إلى أن حالات الانتحار في تركيا شهدت زيادة في الآونة الأخيرة جراء الأوضاع الاقتصادية السيئة.
وفى إطار متصل، دعا الكاتب التركى هايكو باغدات، الشعب التركى بالثورة ضد الرئيس التركى، قائلاً فى مقال له بصحيفة "أحوال تركية": بين حين وآخر يراودنا شعور مزيج بالتوجس حول الانتخابات المحلية في إسطنبول التي أُجبِرنا على إعادتها بألاعيب مغلفة بغلاف قانونى.. صحيح أن مرشح حزب الشعب الجمهوري للرئاسة محرَّم إِينْجَه كان قد بث فينا بعض الأمل أثناء الانتخابات الرئاسية في عام 2018، وها هو الآن أكرم إمام أوغلو أيقظ فينا مشاعر جيدة أيضًا، ولكن مهما كانت العمليات الانتخابية ترشّ في قلوبنا بذور الأمل إلا أن كل ذلك لم يعُد كافيًا ليُخَلِّصنا من هواجسنا ومخاوفنا.
وأضاف الكاتب التركى فى مقاله: "تُرى ماذا لو لم يرحل أردوغان عن طريق الانتخابات؟، ترى لو سَخَّر كل ما بحوزته من إمكانيات الدولة، واستخدم العصابات المسلحة التى شكّلها من أجل الحفاظ على الكرسي الذي لا يريد مغادرته بتاتا؟ تُرى لو استمر في تركيع المؤسسات التي ينبغي أن تكون عادلة، فلا يَقبلَ بأي هزيمة؟ إلى أين سيتجه سَيْرُ الأحداث عندها؟ فهل سيتخلى الشعب التركي عن مواصلة مسيرته الديمقراطية التي بدأها منذ مئة عام ولو بخطى متعثرة؟، وهل سنعيش كرعايا تحت ظل دكتاتور قامع؟".
وتابع الكاتب التركى: ماذا عن مئات الآلاف من الأبرياء القابعين في السجون؟ وما ذا عن عوائلهم وأطفالهم الذين يعانون من الجوع والقمع المجتمعي، وماذا عن الأمهات اللاتي يقضين أعمارهن في السجون، وماذا عن الأطفال الذين يتربون في أحضان أمهاتهم في زنازين النظام الأردوغاني؟ هل سيُهدَر كل أولئك النفوس خلف قضبان السجون؟، كيف سيعيش مئات الآلاف من الذين اغتُصبت منهم أعمالهم وبيوتهم وكل ما يملكون، بل وسُلبت منهم حياتهم واضطُروا لترك أوطانهم والهجرة إلى بلاد الغربة؟ وهل سيواصلون حياتهم مع نسائهم وأولادِهم مشتتين في بلاد لا يعرفون عنها شيئا؟.
بدوره، أكد هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن الايديولوجية الخاصة بالإخوان والنظام التركى واحدة وتزامنت انطلاقة تيارى الإسلام السياسى العربى والتركى وتبادلا التأثير الفكرى، موضحًا أن أردوغان يشبه حسن البنا مؤسس الإخوان فى انتهاكاته، وأنه رغم أن رموز التجربة التركية قد توخوا الحذر بعدم نقل ممارسات عنف جماعة الإخوان للداخل التركى، والحرص على القبول باللعبة الديمقراطية وممارسة السياسة بأدبياتها وأدواتها وخطابها البراجماتى المصلحى.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن أردوغان الذى جسد آخر نسخ التجربة الإسلاموية التركية ظل مستعدًا للتحول فى أية لحظة مستعينًا بأسوأ ما لدى نموذج جماعة الإخوان المصرية وبما هو أسوأ منها لدى داعش، وأتى أردوغان كنسخة تركية حديثة السمات من حسن البنا المصرى الذى طمع فى الخلافة متجاوزًا الحدود المصرية والعربية.
وأوضح هشام النجار، إلى أنه حرص الإسلامويون العرب على اختراق الساحة التركية عقب صدامهم مع النظام الناصرى، ولعب سعيد رمضان صهر البنا الدور الرئيسى فى تلك المرحلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة