"يا ليت العام كله شتاء" هكذا قال القس داوود لمعى كاهن كنيسة مارمرقس بكليوباترا مصر الجديدة أحد أشهر وعاظ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وهو يحث الفتيات على الاحتشام فى الملبس، العظة التى أثارت الجدل كانت مقدمة لحملة تبناها القس غبريال محب كاهن كنيسة العذراء بدماريس بالمنيا تسمى "بنت الملك" وشعارها "بنت الملك لا ترتدى إلا ملابس الملوك" يدعو بنات الكنيسة من خلالها إلى ارتداء ملابس طويلة بأكمام كاملة ومحتشمة خلال فصل الصيف وهى الحملة التى تقبلتها بنات كنيسته بالمنيا باعتبارهن ينتمين لمجتمع محافظ فى صعيد مصر وقد أعرب عن سعادته باستجابة الفتيات بتلك الحملة.
لمعى قال فى عظته التى سبقت العيد أن قلبه يوجعه على الفتيات والسيدات اللاتى يدخلن الكنيسة بملابس غير لائقة لأنه يؤكد عدم الخوف من الله فهم لا يسعون لأخذ البركة، ولأنها معثرة لأنها تستهين ببيت الله مستشهدا بالآية "ببيتك يارب تليق القداسة" فالملائكة تقف فى صلوات القداس خائفة تغطى عينيها وأرجلها فى حضرة الله فكيف للبشر أن يتجرءوا على هذا اللبس الخليع؟.
وشدد لمعى: أشعر أن كل رجل ترك زوجته ترتدى هذه الملابس سوف يسأل أمام الله وإلا ليس له كلمة فى بيته، مضيفا: "فى خراب بيوت مرتبط بالأخطاء دي، فالإنجيل يؤكد على تغطية الشعر أثناء الصلاة"، مضيفا: بدلا من أن نفرح الله بتقديرنا له ننتظر أن ينظر إلينا الناس.
من جانبه، اعتبر المفكر كمال زاخر المتخصص فى الشئون المسيحية أن المجتمع شريك في تشكيل الرؤية والأمر له أبعاد متعددة منها عدم استيعاب أصحاب تلك الدعوة لكيفية التواصل مع رعيتهم وتعليمهم وانفصالهم عن واقع الشباب وما توفر لهم من معطيات تقنيات التواصل وثورة المعلومات لذلك جاءت أدواتهم منفصلة عن الواقع وصادمة للمتلقي، مؤكدا أن مثل تلك الدعوات كاشفة لحاجة الكنيسة لتطوير وتحديث مناهج تعليم وإعداد الاكليروس سواء بالأديرة أو بالكلية الإكليريكية.
بينما رأى إسحق إبراهيم الباحث المتخصص فى القضايا القبطية أن تصريحات وتعليمات الحشمة ليس فيها مشكلة فى حد ذاتها ولكنها تقترن بالحكم على الناس بالمظاهر واتهام غير المحتشمات بعدم الالتزام الديني، أو أحيانا سوء السلوك، مشيرا إلى أن الاستغراق في الاهتمام بالمظاهر يأتي على حساب اهتمام رجال الدين بتعليم الناس وإعدادهم روحيا بالقيم الدينية.
وأكد إبراهيم أن الحكم على الناس من ملابسهم أمر مشابه لما يفعله السلفيون من تحميل المرأة بعض الجرائم والممارسات الخاطئة للرجال مضيفا:هناك قطاع من رجال الدين المسيحيين تأثروا بشكل كبير بالثقافة الشرقية والإسلامية فيما يخص المرأة وبرروا ذلك بأسباب لها طابع اجتماعي وليس ديني.
وفسر إبراهيم تلك الدعوات بسبب آخر هو حب رجال الدين لثقافة المنع والتحذير والتخويف على حساب ترغيب الناس فى القيم الدينية أو فتح باب الحوار.
تلك الواقعة ليست الأولى فى الكنيسة القبطية، بل كان للأنبا يؤانس أسقف أسيوط أزمة مشابهة حين منع الفتيات من دخول قداسات الأكليل أو نصف الأكليل بملابس غير محتشمة فى الكنيسة، وأمر بتفصيل بورنس للحشمة ترتديه الفتاة قبل دخولها الكنيسة وهو ما أثار أزمة فى ايبراشيته بأسيوط حيث اعتبر الكثير من الأهالي أن إجبار فتياتهن على ارتداء مثل تلك الملابس إهانة شخصية لهم وهو الأمر الذى دفع الكنيسة لمراجعة القرار مرة أخرى بعد صعوبة تطبيقه بسبب معارضة الفتيات والأهالى معا لمثل تلك الممارسات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة